قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون أمس إن المفاوضات مع سورية في حال استؤنفت «ستكون بلا شروط مسبقة»، وأن إسرائيل «لن تأتي لأي مفاوضات محسومة سلفاً». جاءت أقواله للإذاعة العسكرية تعقيباً على الخبر الرئيس في صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن وصول الديبلوماسي الأميركي فريدريك هوف المسؤول عن الملف السوري – الإسرائيلي في طاقم عمل الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، إلى إسرائيل حاملاً معه مقترحات لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل وسورية التي سيزورها في اختتام زيارته لإسرائيل. وأفادت الصحيفة ان أيالون استبعد أن يعرض هوف على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك «خريطة بالحدود المستقبلية بين إسرائيل وسورية وبالترتيبات الأمنية في الجولان» التي تمت بلورتها أخيراً في واشنطن. وأضاف أن سورية لا تأتي إلى المفاوضات مع إسرائيل «بأياد نظيفة»، واتهمها بأنها «تثير الحروب بدعمها حزب الله وحماس». وقال إن المطلوب من سورية «التوقف قبل أي مفاوضات عن النشاط ضدنا في كل جبهة ممكنة». وتابع: «إلى الآن لا أرى أن الشروط الأساسية نضجت للتقدم مع سورية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى استعداد إسرائيل «فحص إمكانات التوصل إلى تسويات إقليمية». من جهتها، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن أوساط سياسية في مكتب رئيس الحكومة قولها إنه حتى الآن لا توجد خطة لاستئناف الاتصالات مع سورية، وأن الغرض من زيارة هوف إسرائيل هو«رسم خرائط لنتائج الاتصالات الإسرائيلية – السورية في الماضي». وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن زيارة هوف تل أبيب ودمشق تأتي في أعقاب جهود أميركية لفحص سبل استئناف ا المفاوضات بين البلدين برعاية ومرافقة أميركية. وتابعت أن إسرائيل لا تزال تتمسك بموقفها القائل بإمكان استئناف هذه المفاوضات من دون شروط مسبقة «ما يعني أن في وسع السوريين أن يطرحوا مطلبهم لاستعادة الجولان المحتل في مقابل حق إسرائيل في المطالبة بإبقاء الجولان تحت سيطرتها في أي تسوية في المستقبل». كما أشارت إلى أن المؤسسة المخابراتية في إسرائيل تؤيد استئناف المفاوضات مع سورية والتوصل إلى تسوية تشمل إعادة الجولان إلى سورية مع تجريده والمنطقة الحدودية من السلاح، مقابل انفصال سورية عن حلفها مع ايران. وأفادت مراسلة الصحيفة في واشنطن اورلي ازولاي ان هوف، الذي يعتبر خبيراً أميركيا بارزاً في حل النزاعات العالمية من خلال عمله في معهد السلام الأميركي للسلام الذي أقامه الكونغرس ليطرح على الإدارة الأميركية مقترحات حلول للنزاعات في أرجاء العالم، انتهى أخيراً من وضع مسودة أولى للتسوية السلمية بين إسرائيل وسورية تبناها ميتشل كأساس لهيكلية التسوية. وتابعت أن الوثيقة تناولت المسائل الشائكة مثار الخلاف بين إسرائيل وسورية. ويقترح هوف أن تتم عملية السلام على مرحلتين، الأولى تعتمد على إجراءات بناء ثقة من خلال استعمال مشترك للسوريين والإسرائيليين للمتنزهات في الجولان وللمحميات الطبيعية ومصادر المياه في الجولان، «وبذلك تتم إزالة جدران الريبة بين البلدين». أما المرحلة الثانية، فتتطرق إلى الانسحاب الإسرائيلي من الجولان إلى الحدود التي يقترحها هوف. ونقلت عنه قوله أثناء تقديم خطته إن هناك متنزهات ومحميات طبيعية أقامتها إسرائيل في مناطق يجب أن تعاد إلى سورية، «ونحن نقترح أن يدير السوريون هذه المناطق ويقوموا بتوسيعها من الجنوب إلى الشمال».