بدأ وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف أمس، زيارة للولايات المتحدة تهدف الى تقريب وجهات النظر بين موسكووواشنطن حيال ملفات الامن الاستراتيجي، ومهد الجانبان لمحادثاتهما بتصريحات «ايجابية» وصفها مصدر روسي بأنها تعكس رغبة في تسوية قضايا خلافية. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ان سيرديوكوف يسعى خلال محادثاته مع نظيره الاميركي روبرت غيتس الى نقل وجهات نظر روسيا حيال عدد من القضايا الملحّة وتعزيز جهود الطرفين في تقريب وجهات النظر والشروع في تطبيق عدد من الاتفاقات الاساسية ومن بينها مسألة تسريع المصادقة على معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية (ستارت 2)، اضافة الى تنشيط الحوار حول التهديدات المشتركة في القارة الاوروبية وسبل مواجهتها في شكل جماعي، في اشارة الى مبادرات إنشاء مظلة دفاع جوية مشتركة كبديل عن خطط واشنطن لنشر درع صاروخية في شكل أحادي في اوروبا. واعتبر الناطق الروسي ان التصريحات التي صدرت عن الوزير الاميركي اخيراً «ايجابية وتمهد لحوار مفتوح». وكان غيتس ابلغ ممثلي وسائل الإعلام الروسية في واشنطن بأنه «مهتم بالجهود الإصلاحية التي يبذلها الوزير سيرديوكوف في روسيا»، وأعرب عن تأثره بعمق برنامج اصلاح المؤسسة العسكرية الروسية «الذي يتطابق في بعض جوانبه مع ما أحاول أن أفعله في الولاياتالمتحدة». وشدد الوزير الاميركي على انه لا يرى في روسيا تهديداً لبلاده بل «نعتبر روسيا شريكاً في مكافحة الإرهاب، مثلاً، كما في مسألة تسوية المشكلة النووية الإيرانية». وأكد اهتمام بلاده بشراء مروحيات روسية من طراز «مي-17» لاستخدامها في أفغانستان. وفي اشارة مباشرة الى الملف الخلافي الاكبر بين البلدين، كرر غيتس تأكيد موقف بلاده في شأن الصواريخ الاعتراضية الأميركية في أوروبا (الدرع الصاروخية) مؤكداً انها «لا تشكل تهديداً بالنسبة الى روسيا وهي موجهة للحماية من خطر الصواريخ الايرانية فقط». وجدد غيتس استعداد بلاده للتعاون مع روسيا في مسألة إنشاء منظومة مضادة للصواريخ، و «اهتمامها بالاستخدام المشترك لمحطة الرادار الروسية في غابالا في أذربيجان». وزاد: «نحن مستعدون للعمل مع روسيا. ونرى أن ثمة إمكانات لكي تساهم روسيا في تعزيز أمنها من جهة وعقد شراكة معنا في مجال الدرع المضادة للصواريخ». وأضاف ان واحداً من محاور البحث خلال اللقاء مع سيرديوكوف سيكون حول مبادرة لعمل مشترك لمواجهة المخاطر الصاروخية على القارة الاوروبية، مشيراً الى ان موسكووواشنطن «تناقشان إمكانية إنشاء مركز في موسكو لتبادل المعطيات عن إطلاق الصواريخ تصب فيه كل المعلومات الخاصة بهذا الغرض. وثمة سلسلة كاملة من المجالات التي في إمكاننا أن نعمل فيها سوية». وتطرق الى احتمال شن حرب على ايران معتبراً ان «الخيار العسكري واحد من الخيارات المطروحة، لكن الحرب هي الملاذ الأخير». كما اشار الى نقطة خلافية اساسية أخرى مع موسكو تتعلق بخطط واشنطن لإعادة تسليح جورجيا، وفي ما بدا انه رسالة تطمين الى الروس بأن الدعم العسكري الاميركي لتبليسي سيكون محدوداً، قال غيتس ان بلاده «تجد مصلحتها في إمداد جورجيا بقدرات تمكّن هذا البلد من مساعدتنا في أفغانستان».