وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قال في حديث الى شبكة «سي بي أس»: «ثمة إجماع على أن الإيرانيين إذا قرروا (صنع سلاح ذري)، سيحتاجون على الأرجح الى نحو سنة للتمكّن من إنتاج قنبلة، ثم سنة أو اثنتين لتركيبها على منصة إطلاق». وأضاف: «إذا واصلوا (نشاطهم) وحصلنا على معلومات استخباراتية (تثبت) أنهم يطورون سلاحاً نووياً، سنتخذ كل التدابير اللازمة، لوقف ذلك». وسُئل هل يشمل ذلك هجوماً عسكرياً، فأجاب: «كل الاحتمالات وارد، إذا وجب علينا القيام بذلك، سنفعل». كلام الأميركيين عن نية إيران صنع «سلاح ذري»، فزّاعة يروّجون لها بتضارب التصريحات وتناقضها. ساعة يقولون «نعتبر وبثقة عالية أن طهران أوقفت برنامجها للأسلحة النووية في خريف 2003»، وتارة يعلنون ان «الوحدات العسكرية الإيرانية تعمل بتوجيه من الحكومة لتطوير أسلحة نووية»، ويتراجعون قائلين: «ولكن لا نعرف هل تنوي حالياً أن تطور أسلحة نووية»... فضلاً عن ان التقرير الأخير للاستخبارات الأميركية، يتناقض مع كلام وزير الدفاع، ويشير الى ان «كل الوكالات تقدّر عدم الوصول الى هذه القدرات حتى ما بعد العام 2015». ويختم التقرير: «تقويمنا وبثقة عالية أن إيران تمتلك القدرات العلمية والتقنية والصناعية الفعلية لإنتاج أسلحة نووية، في حال قررت القيام بذلك». لا شك في أن واشنطن ليست جدّية في توجهاتها لمنع إيران من امتلاك سلاح ذري، وهي تستخدم هذه القضية لإبقاء حال الاستنفار في المنطقة، وتدرك ان إيران ماضية في تصنيع «القنبلة الذرية». وأما التصريحات الأميركية المبرمجة والغامضة، والمتناقضة فهي مجرد حملة إعلامية لتغطية حدوث مفاجأة غير سارة. والقول ان السلاح النووي الإيراني يهدد إسرائيل، والمصالح الأميركية، كذبة كبيرة، ومنذ العام 1979 لم تقدِم إيران على أي عمل يناقض هذا الاستنتاج، وامتلاكها سلاحاً نووياً، سيسوغ واقع امتلاك الدولة العبرية قنابل ذرية. والمتأمل للعلاقة المتنامية بين أضلاع مثلث «تل ابيب – طهران – انقرة»، وتفتيت دول عربية، وإذكاء النزعة المذهبية لدى العرب، يستطيع ان يتكهّن بنهاية التصريحات الأميركية المضلّلة، ومستقبل المنطقة المفزع. الأكيد ان الثقة بالتصريحات الأميركية المتناقضة، حول امتلاك إيران سلاحاً نووياً، مضيعة للوقت. ستمتلك هذا السلاح خلال وقت قصير، والانتظار لن يمنع الكارثة، فضلاً عن انه لا يتيح الخروج منها.