ما هو دور وزارة الثقافة والإعلام المباشر وغير المباشر في تجربة الإذاعات الجديدة؟! هل يقف عند حد بيع الرخص، وانشاء البنية التحتية، والفصل في الدعاوى المرفوعة ضد اي من هذه الاذاعات او منسوبيها، وكتابة نظام ما؟! لا ينكر أحد بأن الجيل الحالي للوزارة وعلى رأسهم الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجة، نجح حين فتح الباب لاستقبال طلبات رخص إطلاق إذاعات سعودية. تمخض عن فتح ذلك الباب ولادة أربع إذاعات (مطلع 2010)، كسرت احتكاراً دام نحو 15 عاماً، لموجة «أف أم»! هو فعلاً نجاح عظيم، إذ كانت الروايات حينها، تشير إلى أن «المانع» من «فتح الباب» وجهة نظر تقول: «إن الداخل السعودي غير مهيأ لإذاعات خاصة محلية، تُخصص برامج تُبث على الهواء مباشرة، تستقبل اتصالات المستمعين، وتتناول بشمولية قضايا الشأن السعودي المحلي بتصنيفاتها». بعد مرور نحو عام على تلك التجربة – إطلاق إذاعات – تكشّف أن الرقابة الإعلامية الذاتية، قادرة على كبح جماح ما قد يزعج أصحاب وجهة النظر الممانعة، حتى الآن. وبعبارة أخرى، رأس المال الخاص، الباحث عن الربح، ليس مستعداً للمخاطرة باستثماراته. إذاً، نحن نعترف بأن الخطوة في حد ذاتها هي خطوة تاريخية في مجال الإذاعة السعودي، ثقافياً وإعلامياً وإنسانياً، نجحت وزارة الثقافة والإعلام في تحويلها من حلم خلال عقد ونص الى حقيقة ماثلة امامنا منذ عام. وبعيداً من المقارنة، بين التجربة الإذاعية المحلية الواقعية، والتلفزيونية المأمولة، تشير الروايات أيضاً إلى أن «وجهة النظر» التي أخّرت ولادة أربع إذاعات خاصة، تقف ذاتها وراء «المانع الحديدي» لإنجاب قنوات فضائية سعودية محلية خاصة. عودة إلى دور الوزارة، ورأس المال الخاص، الباحث عن الربح، وغير المستعد للمخاطرة باستثماراته، يبدو لنا أن دعم العملية الاستثمارية ليتحقق لها هدفها وهو الربح، مناط أيضاً بوزارة الثقافة والإعلام. فلا يمكن للوزارة ان تكتفي بفتح الباب، وترسل مستثمري الFM في «مهمة مستحيلة»؟! ركز هذا التحقيق، في الحلقتين الأولى والثانية، على المحتوى (المضمون والظاهر). في الحلقة الأولى تحدث نقاد ومستمعون محبطون، وفي الثانية رد مديرو الاذاعات وفندوا النقد وشرحوا رؤيتهم. ماذا عن الجانب التجاري؟! في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة - تعتمد على مصادر دقيقة تحتفظ «الحياة» بها - من ملف «الإذاعات الجديدة في الميزان»، نسلط الضوء على الجانب التجاري، فمن دون الأرباح لا تقوم الصناعة، فهل حقق المستثمرون في الاذاعات الجديدة رغبتهم، أم أن «الثقافة والإعلام» أرسلتهم في مهمة مستحيلة؟! «كلفة الرخص» و«شح الإيرادات» و«الإحصاءات»... «كوابيس» الإذاعات الجديدة«ألف ألف» تحتاج إلى 13 عاماً لجمع قيمة الرخصة!حلول ل «انقطاع البث»: لا يزال البحث جارياً!ماذا بعد ال3 سنوات... ولماذا MBC «معفاة» ؟!