إمرأة بولندية مولودة في بلغاريا، عاشت في تونس والجزائر ثماني سنوات، وفي باريس لم تبهرها الثقافة الفرنسية عن رؤية أوضاع الجالية المسلمة المغاربية المهاجرة إلى هناك، أنشأت في عام 1992 دار نشر «حوار»، التي أصدرت أكثر من 200 كتاب عن الثقافة العربية والإسلامية، كما استطاعت تأسيس قسم دراسات الإسلام في أوروبا بكلية الدراسات الشرقية بجامعة وارسو في عام 1998، ليكون واحداً من أولى المؤسسات الأكاديمية الأوروبية التي تُعنى بدراسة أوضاع المسلمين في القارة الأوروبية. حصلت في عام 2009 على جائزة الشارقة للثقافة العربية، التي تسلمتها من المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، تقديراً ل«دورها المرموق في تعزيز الثقافة العربية في بولندا»، كما ورد في حيثيات الجائزة. دار نشر (حوار) تقع في مبنى متواضع في وسط العاصمة البولندية، ولها قدرتها على العمل ليل نهار انطلاقاً من إيمانها برسالة نشر الثقافة العربية في بولندا، رغم عدم حصولها على التشجيع من الدول العربية. إصدارات دار النشر تشمل كتباً أكاديمية عن اللغة العربية وقواعدها، والتعريف بالأدب العربي الكلاسيكي والحديث، وترجمة لكثير من الأعمال، وكتب عن الفنون والعمارة، وكتب تعريفية بالإسلام، ودراسات عن المسلمين في أوروبا، ودحض للمقولات التي تربط بين الإسلام والإرهاب، وتقدم فكر أبو حامد الغزالي، وترجمة لمختارات من الأحاديث الشريفة، وكثير من الكتب التاريخية، ومن بينها دراسات عن تاريخ العلوم العربية، تناولت علوم الفلك والرياضيات والفيزياء، والطب والكيمياء والتقنيات، وعرض لنماذج من الحياة اليومية للمسلمين في باريس ولندن، ومشاهد للحياة في طرابلس والقاهرة وأبي ظبي، والحضارة العربية في الأندلس، وأخيراً بدأت دار النشر في تقديم كتب أدبية مترجمة من الأدب البولندي إلى الأدب العربي، مثل مسرحية (زواج) للأديب فيتولد غومبروفيتش.