استقبل وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بمكتبه في الوزارة بالرياض أمس مفتي بولندا الشيخ توماس مسكفتش الذي يزور المملكة حالياً. وتم خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية ، وبحث عددٍ من الأمور ذات الاهتمام المشترك ، وخاصة في مجال دعم العمل الإسلامي. وبين مفتي بولندا في تصريح عقب اللقاء أنه بحث مع معالي الوزير ما يتعلق بأوضاع المسلمين في بولندا وما يتعلق بإنشاء مركز إسلامي في العاصمة وارسو ليكون مركز إشعاع حضاري يخدم المسلمين بحيث يكون مركزاً متكاملاً يشمل على مسجد ومكتبة وقاعة اجتماعات كبرى ، للمحاضرات إلى جانب متحف عن تاريخ الإسلام ، إلى جانب إنشاء مدرسة إسلامية ، مشيراً إلى أن العاصمة وارسو لا يوجد بها حتى الآن معلم حضاري إسلامي. وبين الشيخ توماس مسكفتش أن عدد المسلمين في بولندا يصل إلى (30) ألف مسلم، لافتاً النظر إلى أن الحكومة البولندية معترفة بالدين الإسلامي منذ عام 1936ه قبل الحرب العالمية الثانية مشيراً إلى أنه في بولندا مسجدين أثريين عمرهما أكثر من مائتين سنة ، ومتحف إسلامي عمره ستمائة سنة إلى خمسمائة سنة ومخطوطات إسلامية.وتعد أكبر كنز لبولندا وللثقافة الإسلامية ، كما أصبح المسلمين جزء من المجتمع البولندي.. فهذا يساعد كثيراً تفعيل العمل الإسلامي من حيث رعاية أبناء المسلمين في بولندا ، وإقامة الدورات التدريبية للأئمة والخطباء ، وإيجاد أماكن للصلاة وتنظيم المحاضرات ، والمشاركة في تقديم الأعمال الإسلامية في التلفاز والإذاعة ، وطباعة بعض الكتب والمطويات ، إلى جانب مشاركة المسلمين في اللقاءات الثقافية العامة مع المجتمع البولندي ، وتخصيص يوم معين للعمل الإسلامي في بولندا ، وكذا يوم مفتوح لرعاية المساجد في كل سنة يتم فيه شرح صورة الإسلام والدعوة إلى الله تعالى والترتيب لأمور الحج. وقال الشيخ توماس مسكوفتش : إن دار الإفتاء تقوم بتهيئة جميع ما يساعد على ترتيب صلاة العيدين للمسلمين في بولندا وتنظيم ذبح الأضاحي والمشاركة بها مع الجمعيات الأخرى ، وتقديم الخدمات للمسلمين الذين في داخل السجن وخدمة اللاجئين الشيشان سواء الدينية والثقافية والمالية. وعبر سماحته عن سعادته بزيارة المملكة والالتقاء بمعاليه ، مؤكداً أن لقاءه بمعاليه كان مفيداً وبناء ومن شأنه أن يسهم في النهوض بالعمل الإسلامي ، ونشر الدعوة الإسلامية في أوروبا. وثمَّن الشيخ توماس مسكفتش جهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في خدمة الإسلام والمسلمين، ونصرة قضاياهم ، مشيداً في ذات الوقت بأعمال التوسعة العظيمة في الحرمين الشريفين ، وتطوير منطقة المشاعر المقدسة تيسيراً على ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة على مدار العام . ورفع الشكر لخادم الحرمين الشريفين على استضافته / حفظه الله / العام الماضي عن طريق وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد خمسين مسلماً من بولندا لأداء فريضة الحج على نفقته الخاصة جزاه الله خيرا.