نيقوسيا- دمشق - «الحياة»، أ ف ب - حذر مواطنون سوريون من أن مناطق ريف دمشق التي تواجه حملة عسكرية عنيفة تشهد نزوحاً جماعياً جراء القصف العنيف الذي تتعرض له وقطع غالبية الخدمات والانتشار الأمني الكثيف. وقال سكان وناشطون إن عائلات في مناطق دوما ورنكوس ومسرابا وعربين وعين ترما نزحت إلى العاصمة وسط أنباء عن تصعيد للحملة العسكرية خلال الأيام القادمة، في حين شهدت مناطق داريا وحرستا ومناطق أخرى نزوحاً جزئياً. وتشهد منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، حملة عسكرية لليوم الرابع على التوالي هي الأعنف منذ اندلاع الاحتجاجات. وتسود أجواء كئيبة في الشوارع الضيقة التي تركت فيها الأمطار بركاً من المياه، وتشتد كآبة في المساء عندما تقطع الكهرباء. ومن بعيد تسمع رشقات رصاص مؤذنة ببدء جولة جديدة من المعارك. وتحدث الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في دمشق وريفها أسامة الشامي عن أوضاع إنسانية صعبة، قائلاً: «الوضع المعيشي في الريف صعب جداً. هناك نقص في المواد الأساسية والطبية وتم إطلاق النار على بعض خزانات المياه على أسطح البيوت ... الكهرباء مقطوعة والاتصالات». وفي كل مكان يعزز جنود مواقعهم ويتحصنون وراء أكياس الرمل بينما يقوم آخرون منتشرون عند مداخل بلدات ريف دمشق بتفتيش السيارات والتدقيق في هويات الركاب بحثاً عن مسلحين أو ملاحقين من قبل السلطات. وتظهر آثار قصف الرشاشات الثقيلة والفجوات الناجمة عن قذائف على واجهة المباني الحكومية والسكنية ليكشف كثافة المعارك التي دارت مؤخراً بين الجيش والمنشقين. وعلى جانبي الطريق السريع في حرستا، تتخلل المشهد الحقول والكروم التي تسهل تسلل المنشقين وهروبهم. وقال احد سكان المدينة «انهم يختبئون في النهار ويهاجمون في الليل». لكن مئات الجنود المدججين بالأسلحة ينتشرون في المكان لصد أي هجوم للمنشقين. والمنطقة مطوقة شمالاً وشرقاً وجنوباً والانتشار الأمني فيها كثيف ما يحد من التنقلات في شكل كبير. وفي الجنوب في ضاحيتي جرمانة والمليحة، تخضع الطرق الأساسية التي تقود إلى الشمال ومناطق سقبا وكفربطنا وحمورية لإجراءات مشددة للتدقيق في الهويات.