ليبرفيل - ا ف ب - يلتقي المنتخبان التونسي والغابوني اليوم (الثلثاء) في فرانسفيل في قمة ملتهبة على صدارة المجموعة الثالثة من نهائيات كأس الأمم الأفريقية ال28 المقامة حالياً في الغابون وغينيا الإستوائية حتى 12 شباط (فبراير) المقبل، فيما يبحث المغرب عن إنقاذ ماء الوجه بمواجهة النيجر في ليبرفيل في مباراة هامشية. وضمن المنتخبان التونسي والغابوني تأهلهما إلى الدور ربع النهائي، الأول للمرة العاشرة في تاريخه والثاني للمرة الثانية، بفوزهما على المغرب والنيجر، وبالتالي يحتلان الصدارة برصيد 6 نقاط مع أفضلية فارق الأهداف لأصحاب الأرض، وقمتهما ستكون على المركز الأول للبقاء في الغابون حتى الدور نصف النهائي على أقل تقدير. وإذا كان المنتخب الغابوني تألق نسبياً في مباراتيه أمام النيجر (2-صفر) والمغرب (3-2)، فإن المنتخب التونسي الساعي إلى اللقب الثاني في تاريخه بعد الأول قبل 8 أعوام على أرضه، عانى الأمرين وحقق فوزين صعبين وبنتيجة واحدة 2-1 ولم يظهر نجومه حتى الآن بالمستوى المعهود. ويعوّل مدرب تونس سامي الطرابلسي، الساعي إلى تكرار إنجازه مع المنتخب في بطولة أمم أفريقيا للمحليين في السودان، على عدد من اللاعبين الذي حققوا الإنجاز القاري العام الماضي، أبرزهم يوسف المساكني هداف «نسور قرطاج» حتى الآن، وأسامة الدراجي وزهير الذوادي وخالد القربي ومجدي التراوي، معززين بخبرة المخضرمين القائد كريم حقي وعادل الشاذلي وهما الوحيدان بين التشكيلة الحالية كانا حاضرين في التتويج باللقب القاري الأول عام 2004. ويصب التاريخ في مصلحة تونس خلال مواجهاتها للغابون التي بلغت 5 حتى الآن، إذ فازت تونس مرتين، فيما انتهت 3 مباريات بينهما بالتعادل آخرها في النسخة الأخيرة في أنغولا صفر-صفر. ويلتقي المنتخبان للمرة الثالثة في العرس القاري بعد الأولى في الدور ربع النهائي لعام 1996، إذ فازت تونس بركلات الترجيح 4-1 (الوقتان الأصلي والإضافي 1-1) في طريقها إلى المباراة النهائية التي خسرتها أمام جنوب أفريقيا المضيفة صفر-2. من جهته، قال مدرب الغابون الألماني غيرنوت روهر إن فريقه «يهدف إلى إنهاء الدور الأول في صدارة المجموعة. اللاعبون في حالة جيدة بعد الفوز المثير على المغرب. بدنياً هم في القمة وأظهروا ذلك أمام المغاربة. بذلوا جهوداً كبيرة للبحث عن التعادل ثم الفوز». وأضاف: «نرغب في إنهاء الدور الأول في الصدارة، لأننا نريد البقاء في الغابون واللعب في هذا الملعب الرائع (ليبرفيل). سنخوض مباراتنا الثالثة أمام تونس بجدية حتى نبقى في الصدارة. التعادل يكفينا ولكن لن نلعب من أجله». وأوضح: «أعرف تونس جيداً لأنني عملت هناك ودربت النجم الساحلي، ستكون مباراة صعبة لأن تونس فريق كبير ويضم لاعبين جيدين». وتعتبر مباراة اليوم فرصة جيدة للغابونيين ومدربهم لرد الاعتبار أمام تونس التي كانت سبباً في إخراج الغابون من العرس القاري في مناسبتين، وإلى إقالة روهر من الإدارة الفنية للنجم الساحلي بعد 6 أشهر فقط من تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 وحتى أيار (مايو) 2009. وأوضح روهر أنه قد يشرك قطب الدفاع مويس برو ايبانغا العائد من الإصابة، أساسياً في المباراة، وقال: «برو ايبانغا جاهز للعب الآن. أفكر في إمكان إشراكه أساسياً غداً. لدينا بعض اللاعبين المنهكين بدنياً والبعض الآخر يعاني من إصابات طفيفة، وبالتالي أعتقد أن الفرصة مواتية لمنحه مركزاً أساسياً على رغم أهمية المباراة»، مشيراً إلى أن المدافع هنري جونيور غير جاهز حتى الآن لعدم تعافيه من الإصابة. وكان ايبانغا أساسياً في تشكيلة الغابون، ويشكّل ثنائياً قوياً في قطب دفاع «الفهود» إلى جانب برونو ايكويلي، بيد أن إصابة خطيرة تعرض لها في الركبة أبعدته عن الملاعب لنحو 3 أشهر قبل أن يعود إلى الملاعب في كانون الثاني (يناير) الجاري، غير أنه تعرّض مجدداً إلى الإصابة في عضلات المحالب بعدما خاض بعض المباريات الإعدادية. وأمن الواعد ريمي ايبانيغا المتوّج باللقب القاري للمنتخبات الأولمبية في المغرب، غياب ايبانغا في المباراتين الأوليين أمام النيجر والمغرب. وفي تحصيل حاصل، يسعى المنتخب المغربي إلى إنقاذ ماء وجه عندما يلاقي النيجر الضيفة الجديدة على العرس القاري. وخيّب المغرب بطل 1976، الآمال التي كانت معقودة عليه وخرج من الباب الضيق بخسارتين مؤلمتين أسالتا وستسيلان الكثير من المداد ناحية الترسانة المهمة من اللاعبين المحترفين المتألقين في القارة العجوز ومدربهم البلجيكي اريك غيريتس الذي علت الأصوات مطالبة بإقالته. وهي المرة الأولى في المشاركات ال 14 ل «أسود الأطلس» في العرس القاري، التي يفشلون فيها في تخطي الدور الأول في 3 نسخ متتالية، علماً بأنهم غابوا عن النسخة الأخيرة في أنغولا، وبالتالي فإن الإخفاق هذه المرة يعتبر ذريعاً، وقد يدفع ثمنه غيريتس. وهي المرة الثامنة التي يخفق فيها المغرب في تخطي الدور الأول في أعوام 1972 و1978 و1992 و2000 و2002 و2006 و2008 و2012، علماً بأن أفضل نتائجه في العرس القاري إحرازه اللقب عام 1976 والوصافة عام 2004 والمركز الثالث عام 1980 والرابع عامي 1986 و1988، وربع النهائي عام 1998. بيد أن مهمة المغرب لن تكون سهلة أمام منتخب النيجر الذي تحسن أداؤه مقارنة مع مباراته الأولى أمام الغابون، وكان قاب قوسين أو أدنى من الفوز على تونس في المباراة الثانية. وتسعى النيجر إلى استغلال المعنويات المهزوزة ل «أسود الأطلس» وكسب أول نقاطها في أول مشاركة لها في العرس القاري بعدما سجلت هدفها الأول في البطولة أمام تونس. والتقى المنتخبان 5 مرات حتى الآن، وكان الفوز حليف المغرب 4 مرات في مقابل خسارة واحدة.