استضافت مدينة الجميرة في دبي معرض Watch Art Grand Exhibition الذي نظمته دار الساعات السويسرية العريقة «باتيك فيليب». وتميّز بمقتنياته وتنظيمه وضخامة الإمكانات المادية واللوجستية التي ساهمت في إنجاحه. وساهم المعرض في تعريف الجمهور على كيفية صناعة الساعات الفخمة، ومدى الحرفية التي يتمتع بها فريق العمل، والمدة التي يقضيها في البحث والدراسة لتطوير ساعات «باتيك فيليب»، إضافة الى إتاحة الفرصة أمام الجمهور للإطلاع على ساعات تعود الى القرن السادس والسابع عشر. وأوضح رئيس الشركة ثيري ستيرن في حديث الى «الحياة» أنه يعمل على تطوير خطة العمل من خلال البحث والتدقيق ومواكبة الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم، مؤكداً الحفاظ على القواعد الثابتة التي وضعها والده لدى تأسيسه الشركة قبل 80 سنة. ورأى ستيرن أن الكثير من الشركات العالمية تغيّر استراتيجياتها كثيراً، لكن الوضع مختلف تماماً لدى «باتيك فيليب» التي تحاول الحفاظ على مبادئها في التعامل مع الساعات لتقديم أفضل نوعية للمستهلك والتميز في مجال صناعة أفخم الساعات المعقدّة والحيوية، مع الحفاظ على الاستقلالية في التصاميم والموديلات. وأشار المالك السويسري إلى أن فريق البحوث والتطوير يتألف من 100 خبير، يعملون ليلاً نهاراً لتقديم توليفة جميلة تجمع بين التقنية والإبداع والتطور. وقال ستيرن إن أبرز موجودات المعرض ساعة «سكاي كاليبر 2000»، وهي ساعة جيب مزدوجة الوجه استثمرت الشركة 9 سنوات من البحث والتطوير في إبداعها. وتضم التحفة 21 وظيفة إضافية وست براءات اختراع مسجلة، وهي تحتل المرتبة الثالثة بين أكثر الساعات تعقيداً في العالم، ويبلغ سعرها مليون فرنك سويسري. وتتألف حركتها من نحو 1500 جزء. وعن مصدر الإلهام في وضع التصاميم، قال: «لطالما عشقت عائلتي السفر حول العالم، والتعرف والانفتاح على كل الثقافات والحضارات والأنماط المعيشية والأديان، وساعد السفر الدائم للعائلة في التعرف على التواصل مع مجتمعات عدّة، ما أفسح المجال أمام تنوع الأفكار والتصاميم وعدم حصرها ضمن إطار ضيق. وهذا ما يميز ساعاتنا، إذ أنها تصلح لكل زمان ومكان». واستبعد ستيرن أن تقدم الشركة تصميماً خاصاً من ساعاتها للدول العربية، لأن ذلك سيحصر المنتج في هذه المنطقة، ولن يُروّج في مناطق أخرى، وهو ما لا يتماشي مع سياسة الشركة التي تفضل الانفتاح على العالم، والاقتراب من جميع الثقافات. واختارت الشركة مدينة دبي لأهمية موقعها الحالي في عالم الأعمال وتميزها في تنظيم الأحداث الضخمة، فضلاً عن التسهيلات التي تقدمها الحكومة. وعرضت التشكيلة الفريدة من الساعات في 8 قاعات خاصة تضمنت مجموعات عدّة من الساعات الفاخرة، من ضمنها أكثر من 60 ساعة نادرة استقدمت من متحف الشركة في جنيف. وشاهد زوار المعرض أكثر من 400 قطعة عرضت على مساحة تزيد على 1500 متر مربّع في أجواء مستلهمة من مقرّ الشركة العريقة ومشاغلها ومتحفها الشهير في مدينة جنيف السويسرية، انطلاقاً من أقمشة الكراسي مروراً بالآليات الخاصة بأصوات دقات الساعات، وصولاً إلى الإسقاط الحي لمشهد بحيرة جنيف التي تطل عليها نوافذ الشركة. وتتجاوز قيمة الساعات الست المعروضة في الواجهة الأمامية فقط 20 مليون درهم اماراتي. وتنتج الشركة 45 ألف ساعة سنوياً، وهي تواجه ضغوطاً من الوكلاء والموزعين والزبائن لرفع إنتاجها، إلا أن هذا غير ممكن لأن أهم عنصر في عمل الشركة، العنصر البشري الذي يحتاج إلى التدريب على صناعة الساعة نحو 5 سنوات على الأقل ليصبح حرفياً قادراً على صناعة الساعات الميكانيكية المعقدة.