اندلعت أمس اشتباكات عنيفة في محافظة الجوف اليمنية (شمال غربي صنعاء) بين مسلحين «حوثيين» وآخرين من حزب «التجمع اليمني للإصلاح» الإسلامي المعارض، في وقت ذكر مصدر ديبلوماسي في صنعاء أن الرئيس علي عبدالله صالح «يبدو مصراً على البقاء رئيساً خلال الفترة الانتقالية التي تنص عليها المبادرة الخليجية، إلى حين إجراء انتخابات رئاسية جديدة». وتجددت المواجهات بين «الحوثيين» و «الإصلاح» بعدما توقفت لنحو شهرين بموجب هدنة عقدها الطرفان بوساطة من مشايخ القبائل وقيادات في أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» حيث يسعى الطرفان إلى السيطرة على المحافظة التي خرجت من نفوذ الحكومة المركزية في صنعاء في آذار (مارس) الماضي بعد أقل من شهر على بدء الاحتجاجات الشعبية المعارضة للنظام. وفي حين قالت ل «الحياة» مصادر محلية معارضة في الجوف إن القتال الذي اندلع أمس في مديرية المتون أوقع 6 قتلى من الطرفين وأن الحوثيين هم من بدأ القتال وخرق الهدنة، ذكرت مصادر قبلية في المنطقة أن المواجهات اندلعت بعد محاولة انتحاري بحزام ناسف تفجير نفسه وسط حشد من الحوثيين كانوا يحتفلون بيوم «الغدير»، غير أن الحوثيين أردوه قبل تنفيذ عمليته، وأضافت أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص بينهم امرأة وسقوط عدد آخر من الجرحى من الطرفين. وكان الحوثيون الذين ينتمون للشيعة الزيدية احتفلوا ليل الأحد - الاثنين بذكرى يوم الغدير في عدد من المحافظات الشمالية بإقامة مهرجانات للمرة الأولى تشمل العاصمة صنعاء ومحافظات عمران وذمار والجوف وحجة، بالإضافة إلى صعدة، تميزت بالمظاهر السلمية وعدم إطلاق الرصاص الحي والاكتفاء بالألعاب النارية والرقصات الفولكلورية. وعلى صعيد الأزمة السياسية، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر ديبلوماسي رفيع في صنعاء تأكيده أن الدول الغربية تبحث إمكان فرض عقوبات على أربع شخصيات يمنية من السلطة والمعارضة وذلك «للضغط على سائر الأطراف من أجل الرضوخ للحل السلمي». وأشار المصدر إلى أن «الرئيس اليمني يبدو مصراً على البقاء رئيساً خلال الفترة الانتقالية إلى حين إجراء انتخابات رئاسية جديدة، سواء كانت الفترة الانتقالية من ستة أشهر أو سنتين». وأضاف: «يريد أن يبقى رئيساً فيما يتسلم نائبه (عبد ربه منصور هادي) إدارة البلاد في هذه الفترة عبر ممارسة صلاحيات الرئيس». وأوضح الديبلوماسي أن صالح «يتحفظ جداً عن أي إعادة هيكلة للأجهزة العسكرية والأمنية» التي يسيطر أقرباؤه على المناصب الحساسة فيها، معتبراً أن كل ذلك «يضفي جواً من التشاؤم على فرص جهود بن عمر»، ومؤكداً أن الدول الغربية تتدارس من خلال سفرائها في صنعاء إمكان فرض عقوبات على أربع شخصيات في السلطة والمعارضة هي الرئيس اليمني ونجله العقيد أحمد علي عبد الله صالح قائد قوات الحرس الجمهوري، واللواء المنشق علي محسن الأحمر والقيادي في «تجمع الإصلاح» الشيخ حميد الأحمر، بهدف «وضع مزيد من الضغط على أطراف الأزمة للرضوخ للحل السلمي»، مشيراً إلى أن نجل الرئيس «يتصلب، ويبدو أنه يميل إلى الحل العسكري، إلا أن الحل العسكري لا يحل المشكلة».