يبدو أن الحملات التي أطلقت ضد الشعر الشعبي في الأيام الماضية لا مبرر لها، بل إنها تحاول إنقاص قيمة الشاعر الشعبي، ومدى تأثيره في المجتمع. تنقطع تلك الحملات، ثم تعود من جديد، كلما ارتفعت قيمة القصيدة العامية ومكانة صاحبها، ليس لشيء، إنما لأنه ناجح لدى فئة كبيرة من الناس. طوال الأعوام الماضية اكتسحت المسابقات الشعرية مجال الإعلام، وتفوقت على برامج مضت عليها سنوات وهي تتصدر الفضاء، وعلى رغم ذلك يحاربون تلك المسابقات، بحجة أنها استنزاف لمبالغ المشاهدين. وتخلت معظم المسابقات عن تصويت المشاهدين، ولا يزالون يحاربونها، لأنها منحت الضوء لأشخاص لا يملكون سوى قصائد فقط. الشعراء الشعبيون أصبحوا نجوماً للمجتمع، بدليل عدد المتابعين لهم في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وكذلك نقل أبياتهم بين الناس الأميين، والمثقفين، إضافة إلى أن عدداً منهم أصبحوا يكتبون مقالات اجتماعية في صحف رسمية عدة. لست مع جميع الشعراء الشعبيين، لكنني مع المميزين والمبدعين منهم، الذين منحهم الله موهبة الشعر، وتسخير المفردات في طرح أفكارهم، التي خدمت مجتمعهم، وأقف ضد المستشعرين والمرتزقة، الذين دخلوا الساحة من أجل المال فقط. [email protected]