كنت أظن أن مسابقات الشعر هي الأكثر استنزافاً لجيوب المشاهدين، لكنني وبعد ظهور برامج رياضية واجتماعية في الأيام الماضية، أيقنت أن هدف الحصول على الربح المادي هو سمة معظم الفضائيات العربية، من دون احترام لعقول متابعيها. سهام الانتقادات التي وجهت في السابق إلى مسابقات الشعر على القنوات الفضائية، كونها استنزفت جيوب المشاركين وأهاليهم، وأجّجت العنصرية، يجب أن توجه إلى تلك البرامج، وتنصف الشعراء. أصدقائي الشعراء ليسوا - وحدهم - «سطحيين» أو مرتزقة، إذ إن الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها أجبرتهم على الاتجاه إلى مسابقات الشعر، بيد أن رياضيين وفنانين يتقاضون مبالغ كبيرة تقدر بالملايين، ليسوا بحاجة إلى الظهور في برنامج «الكأس» على قناة MBC الذي يعتمد على الرسائل النصية، وتصويت المشاهدين، أسوة بالمسابقات الشعرية. تطورت المسابقات الشعرية، وألغى عدد منها تصويت المشاهدين، لكي يثبت القائمون عليها خدمتهم للموروث الشعبي، لكنها بحاجة إلى قوانين تمنع التفاخر بالأنساب، والاستنجاد بالقبيلة، حتى تتحقق أهداف القائمين عليها. [email protected]