يتحدد الطرف الأول في نهائي كأس ولي العهد السعودي مساء اليوم عندما يلتقي الهلال والاتحاد في أولى مواجهات نصف النهائي في كلاسيكو مثير عطفاً على التنافس الذي يجمع الفريقين في السنوات العشر الأخيرة على جميع البطولات. الهلال حامل اللقب لأربعة مواسم متتالية وصاحب الرقم الأعلى في تحقيق البطولة بين الفرق كافة بواقع عشر مرات، جاء تأهله عبر بوابة الشعلة أولاً بستة أهداف في مقابل هدف، قبل أن يقصي غريمه التقليدي النصر بأربعة أهداف في مقابل هدف، فيما تجاوز الاتحاد الرائد في دور ال16 برباعية نظيفة، ثم تغلّب على الفيصلي بهدف يتيم في ربع النهائي، وكلا الفريقين يحاول جاهداً تأكيد صحوته بعد أن قدما مستويات غير مقنعة بعض الشيء لجماهيرهما في منافسات الدوري، وإن كان الهلال الأفضل من حيث النتائج وكذلك الأداء الفني في المواجهات الأخيرة، إلا أن الفريق لم يظهر بالقوة التي كان عليها في الموسمين السابقين. الجماهير اعتادت على مشاهدة معترك كروي مختلف تماماً عندما يلتقي الهلال بالاتحاد، ولن يلتفت المدربان إلى تقديم المستوى على أرض الميدان بقدر الحرص على تحقيق النتيجة المطلوبة، ودائماً ما يكون الحذر والحيطة العنوان الأبرز للمواجهات الكبيرة في الدقائق الأولى، لإدراك كل من المدربين أهمية عدم ولوج مرمى فريقه هدفاً باكراً من شأنه أن يربك كل الخطوط، ويمنح الخصم دفعة معنوية قد تقوده إلى الأفضلية الميدانية طوال التسعين دقيقة وتمكنه من نتيجة المباراة، كما أن الإدارتين تحرصان على الإعداد النفسي أكثر من الشق الفني في المواجهات الثقيلة التي تحمل صفة خروج المغلوب. الهلال أظهر صورة رائعة في المباراة الأخيرة أمام النصر، وقدم لاعبوه صورة فنية نالت إعجاب عشاقه على رغم عدم وجود جهاز فني بشكل رسمي بعد إقالة الألماني توماس دول، إلا أن مدرب الأولمبي الموقت الألماني هيكو بونان ومن خلفه سامي الجابر نجحا في تهيئة اللاعبين كما يجب، ما انعكس على الروح القتالية داخل المستطيل الأخضر، ودائماً ما تكون القوة الحقيقية للفريق الأزرق في مناطق المناورة بوجود صناع اللعب عبدالعزيز الدوسري ومحمد الشلهوب ونواف العابد وكذلك الشاب القادم بقوة سالم الدوسري، إذ ينجحون في قلب الموازين وإخفاء أي تواضع في الخطوط الأخرى من خلال إجبار الخصم على التراجع للخطوط الخلفية والاكتفاء بالهجمات المرتدة، كما أن الشابين سلمان الفرج وسلطان البيشي أحدثا فارقاً كبيراً في المنظومة الزرقاء على الأطراف بالمشاركة الفعالة في الشق الهجومي، إلى جانب القيام بالمهمات الدفاعية على أكمل وجه، وعلى رغم ذلك يظل هاجس الهفوات الدفاعية يقلق الجماهير الزرقاء، خصوصاً أن ذلك تكرر أمام الاتحاد تحديداً في السنوات الأخيرة، ما مكن الاتحاد من تسجيل تفوق كبير في مواجهات الفريقين الأخيرة. وعلى الضفة الأخرى، يمني الاتحاد النفس بالعودة ببطاقة التأهل ومصالحة جماهيره الغاضبة بعد الإخفاقات المتتالية في منافسات الدوري، والمدرب السلوفيني ماتياس كيك يعتمد في المقام الأول على خبرة لاعبيه، إذ يملك أسماء ذات صفة دولية ولها باع كبير في التعامل مع المواجهات الحاسمة بوجود سعود كريري ومناف أبوشقير وصالح الصقري ومشعل السعيد ومبروك زايد وأسامة المولد، وفي حال مشاركة محمد نور سيكون دعامة قوية للخطوط الصفراء، كونه قامة كبيرة وقائداً بما تعنيه الكلمة داخل أرض الميدان، والمدرب السلوفيني حاول في الفترة الأخيرة الزج ببعض العناصر الشابة أمثال محمد أبوسبعان ويحيى دغريري وعمر الخضري ومعن الخضري وهتان باهبري وغيرهم من الأسماء التي أكدت أحقيتها على الخريطة الصفراء. بغض النظر عن المعطيات وعوامل القوة والضعف في كلا الكفتين، تبقى مواجهات الهلال والاتحاد ذات طقوس مختلفة لا تعترف بأي حسابات تسبق الصافرة الأولى، إلا أنها دائماً ما تكون العنوان الأبرز للإثارة والندية وتبقى حديث الشارع الرياضي لفترة طويلة.