يتحدد أول المتأهلين إلى نصف نهائي كأس ولي العهد السعودي مساء اليوم، عندما يلتقي الهلال (حامل اللقب) والنصر في «دربي الوسطى»، فيما يستضيف الاتحاد نظيره الفيصلي. الهلال - النصر مواجهة تنافسية لا تعترف بأي مقاييس أو معايير تسبق أول صافرة، ودائماً ما تكون مواجهات الفريقين ذات نكهة خاصة وأداء رفيع، كما أن الإدارتين تحرصان على الجانب النفسي أكثر من الفني، من خلال رصد المكافآت وصرف الرواتب المتأخرة، ومحاولة إيجاد حلول لكل مشكلات اللاعبين، سعياً للظفر بنتيجة المباراة. الكثافة الجماهيرية احدى السمات البارزة ل«دربي» العاصمة التي تعطي المباراة رونقاً خاصاً لا يظهر إلا عندما يلتقي الهلال والنصر، والتحديات تشعل الإثارة والندية باكراً قبل المواجهة الميدانية بأيام عدة، وان كانت التصاريحات الرنانة بين مسؤولي الناديين اختفت في السنوات الأخيرة، وباتت محصورة إلى ما بعد صافرة النهاية. واتفق المدربان على فرض السرية في التدريبات الأخيرة سعياً إلى إخفاء المخططات الفنية ومحاولة إبعاد اللاعبين عن الضغوط الجماهيرية التي تحرض على الحضور بكثافة للتدريبات التي تسبق مواجهات الدربي، وعلى رغم السطوة الهلالية في السنوات الأخيرة على مواجهات الفريقين، إلا أن الحال تبدو مختلفة تماماً في موقعة الليلة، فالفريق الأصفر يعيش أوضاعاً فنية مستقرة بوجود كامل نجومه إلى جانب التعاقدات العديدة في الآونة الأخيرة، اذ دعمت الإدارة الفريق بخالد عزيز وعبدالعزيز السعران والجزائري الحاج بوقاش والبرازيلي فاغنر والكوري كيم سو، ما جعل المدرب الكولومبي ماتورانا أمام خيارات عدة للتعامل مع مجريات المباراة، والخطوط الصفراء بدأت في الآونة الأخيرة تظهر هوية فنية مقنعة كثيراً للجماهير من خلال الأداء المتوازن والنتائج الإيجابية، ويحرص الكولومبي ماتورانا على تضييق المساحات في منتصف الميدان لعدم منح لاعبي الهلال حرية التحرك في مناطق المناورة، خصوصاً أن القوة الحقيقية للهلال تتمثل في لاعبي الوسط، ومن المنتظر أن يستعين ماتورانا بالمهاجمين محمد السهلاوي وريان بلال منذ البداية لمحاولة استغلال أخطاء مدافعي الخصم والوصول إلى هدف باكر يبعثر الأوراق الهلالية. وعلى الضفة الأخرى، يعاني الهلال من ظروف سيئة جداً في غياب محترفيه الأجانب عدا الكوري يو بيونغ الذي سيكون على دكة الاحتياط إلى جانب عدم الاستقرار الفني بعد الاستغناء عن المدرب الألماني توماس دول أخيراً وتكليف سامي الجابر ومدرب الأولمبي الألماني هيكو بونان بالمهمة التدريبية لحين حضور المدرب الجديد التشيخي إيفان هاسيك، إلى جانب تراجع مستوى الفريق وتخليه عن صدارة ترتيب دوري زين وتراجعه للمركز الرابع، وبات الفريق يعتمد كثيراً على اجتهادات بعض لاعبيه في مجاراة الخصوم، والألماني الموقت هيكو أمام تحد كبير لتحقيق طموحات الجماهير الهلالية في ظل الغيابات العديدة التي يعاني منها الفريق، ولن يجد أسلوباً أفضل من تكثيف مناطق المناورة والاكتفاء بمهاجم وحيد وإعطاء الحرية لظهيري الجنب عبدالله الزوري وسلطان البيشي لمساندة الهجمة إلى جانب تقدم نواف العابد وعبدالعزيز الدوسري للتحرك خلف المهاجم عيسى المحياني أو الكوري يو بيونغ، ومن المنتظر أن يحتفظ المدرب بأحمد الفريدي على دكة الاحتياط كورقة رابحة في الحصة الثانية. الخطوط الهلالية تعاني كثيراً من الهفوات الدفاعية التي صادرت العديد من الانتصارات التي كانت تبدو في متناول اليد، وسيعمل المدرب جاهداً إلى الحد من مشاركة ماجد المرشدي وأسامة هوساوي في الكرات الثابتة خشية استفادة الخصم من الكرات المرتدة في ظل تقدم قلبي الدفاع كما حدث في المباراة الأخيرة أمام الأهلي في منافسات الدوري. الاتحاد - الفيصلي لا بديل للفريق الاتحادي عن الفوز ومواصلة المشوار لمصالحة جماهيره بعد الإخفاقات المتكررة في الدوري وتلاشي الحظوظ في المنافسة على اللقب، والمدرب السلوفيني كيك بات يعتمد على الوجود الشابة لبناء فريق جديد من خلال الزج بيحيى دغريري وعمر الخضري وهتان باهبري وغيرهم من الأسماء التي أثبتت أحقيتها على الخايطة الاتحادية، وعلى رغم ما تعرض له الاتحاد من ظروف فنية سيئة في الفترة السابقة إلا أنه قادر على تحقيق الانتصار والعبور إلى نصف النهائي بفضل ما يملك البرازيلي ويندل من مهارة عالية وكذلك البرتغالي باولو جورج إلى جانب خطورة المهاجم نايف هزازي وقتالية أسامة المولد العالية جداً. وعلى الجهة الأخرى، يحاول الفيصلي تحقيق المعادلة الصعبة والعودة ببطاقة التأهل، ولن يجد مدربه الكرواتي زلاتكو وسيلة أفضل من التحصين الدفاعي والاعتماد على الكرات المرتدة للوصول إلى مرمى أصحاب الدار، وعلى رغم الفوارق الفنية التي تصب في مصلحة الاتحاديين إلا أن الفيصلي فريق عنيد ويجيد مجاراة الفرق الكبيرة في عقر دارها.