حض البطريرك الماروني بشارة الراعي السياسيين اللبنانيين على إيجاد الحلول للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي يعانيها المواطنون «لأن ثلث الشعب اللبناني أصبح تحت مستوى خط الفقر، واذا اقتصرت المعالجة على الكلام فقط، فهذه جريمة بحق الشعب اللبناني». وأكد دعمه للحوار الذي يدعو اليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وكشف ان الحوار الذي أطلقه مع «حزب الله» لا يحل مكان طاولة الحوار، وليس حواراً سياسياً، وجرى في اطاره عقد جلستين حتى الآن، يركز على ثلاث نقاط هي: مفهوم الطرفين لكيان لبنان كدولة، ومفهومهما للميثاق الوطني وحياد لبنان، لأنه كان وسيبقى حاجة للعالم العربي، ورسالة لبنان الذي هو حاجة للعالم العربي، ونتطلع الى مفهوم الدولة القوية». وقال ان هذا الحوار «ليس بديلاً عن لقاء القوى السياسية التي لا يجوز ان تستمر في قطيعتها كما هو حاصل الآن بين فريقي 8 و14 آذار، وعلينا ان نواجه كل ما يعرقل قيام الدولة، ويجب علينا أن نكون على مستوى الدولة وليس العكس». واعتبر أن قانون الانتخابات المعروف بقانون 1960 «عيب»، موضحاً ان اللقاء الماروني في بكركي «لم يتبن مشروع «اللقاء الارثوذكسي»، إنما اعتبره أحد المنطلقات، وعلى اللجنة المنبثقة من لقاء بكركي ان تجمع ردود الفعل السلبية والإيجابية للخروج بتصور لقانون انتخابات يحقق هدفين: صحة التمثيل والمناصفة». وكان الراعي يتحدث أمام وفد من نقابة المحررين، فجدَّد دعوة اللبنانيين الى «ألاّ يبيعوا أرضهم لأحد»، داعياً «جميع الأفرقاء الى اتخاذ الخيار الذي يريدونه، ولكن وفق مبادئ الإنسان اللبناني وكيان لبنان ذات الحرية والسيادة والاستقلال». وقال: «هناك ثوابت يجب ألاّ نتخلى عنها، ويجب ان تكون نقطة الانطلاق للجميع». وأكد أن «المسيحي حاول ان يعيش وحده، وكذلك المسلم، ولكن هذه المعادلة لم تنجح في الحلول مكان العيش المشترك، انا لا أخاف على مسيحيي الشرق في ظل ما يجري في المنطقة، إنما خوفي على الشرق كله، بمسيحييه ومسلميه، وأن الهجرة منه تطاول كل الأديان، وهي مشتركة بين المسيحيين والمسلمين». ودعا اللبنانيين جميعاً الى «العودة الى الميثاق الوطني، لأن لبنان هو للجميع، ويجب ألاّ نقول إن قياس هذه الدولة بحجم هذا الفريق او فئة معينة». ووجَّه نداء الى الدولة اللبنانية قائلاً: «نعرف الأزمة التي يتعرض لها العالم، ولكن لا يجب على الدولة ان تقف وتعطل عملها أمام كل تعيين إداري»، مشيراً الى «أننا نتطلع اليكم كصحافة حرة موضوعية تخدم الحقيقة وتساهم في بناء الانسان، والحمد لله مازلنا في لبنان نتمتع بحرية الصحافة الى حد ما».