لندن، الناصرة - «الحياة»، رويترز، ا ب، ا ف ب - قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك انه أحرز ،خلال الجولة الثانية من محادثاته مع المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل في لندن امس، تقدماً في شأن تعزيز السلام الاقليمي. واوضح باراك لوكالة «رويترز» عقب المحادثات التي جرت في مقر السفير الاميركي: «أعتقد بان هناك تقدما. وما زال هناك طريق يتعين سلكه»، مضيفاً انه لا يتوقع اعلانا وشيكا يتعلق ببناء المستوطنات، علماً انها قضية أساسية في المحادثات. في هذا الصدد، كتبت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية امس انه خلافا لما يتردد عن تحقيق تقدم في الاتصالات مع واشنطن في شأن الاستيطان، لم يتفق الطرفان على هذه القضية «بل هناك خلاف جديد بينهما في شأن عدد البؤر الاستيطانية غير الشرعية المطلوب من اسرائيل تفكيكها»، مضيفة انه فيما تتحدث اسرائيل عن 23 بؤرة فقط، تشير واشنطن الى اكثر من مئة بؤرة اقيمت في العقد الاخير، وعملت الحكومات المختلفة على اضفاء صفة القانونية عليها من خلال ضمها الى مستوطنات قائمة. واضافت الصحيفة ان واشنطن ترفض ايضا المطلب الاسرائيلي باخراج مدينة القدسالمحتلة ومحيطها الذي يعج بالمستوطنات من دائرة المستوطنات التي يجب وقف البناء فيها، كما انها لا تعتزم الموافقة على طلب اسرائيل مواصلة البناء في المستوطنات الكبرى بحجة الاستجابة ل «التكاثر الطبيعي». وكان باراك اعلن اول من امس انه يأمل في التوصل مع ميتشل الى رؤية عامة عن السلام ترضي جميع الاطراف، والى «تفاهم اوسع في شأن الخطوات الديبلوماسية المقبلة، بما في ذلك التوصل الى تسوية اقليمية شاملة»، والى ايجاد «طريقة لترجمة» خطة «خريطة الطريق» الى «مسار مقبول لنا وللولايات المتحدة وللآخرين». وهذا الاجتماع هو الثاني بين باراك وميتشل خلال اسبوع، اذ سبق لهما ان اجتمعا في نيويورك بهدف التوصل الى صيغة متفق عليها لتجميد الاستيطان. وعرض الاسرائيليون في حينه ان يكون «عمق ومدة تجميد الاستيطان بشكل موقت مرتبط بنطاق تجديد عملية السلام والبوادر الحسنة من الدول العربية»، وان يتم اعلان ذلك في مؤتمر اقليمي للسلام. في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان انه تنحى طوعاً من المحادثات مع الادارة الاميركية في شأن الاستيطان بسبب وجود «تضارب مصالح واضح» كونه يعيش في مستوطنة «نوكديم» في الضفة الغربية، نافياً بذلك تكهنات عن تهميشه وتكليف باراك متابعة المحادثات مع الادارة الاميركية. واوضح ليبرمان لنواب من حزبه المتشدد «اسرائيل بيتنا»: «لا اريد ان اتهم لاحقا بتعمد تعطيل محادثات سياسية مهمة». وتسود تساؤلات في الاعلام الاسرائيلي في شأن «سر اختفاء» ليبرمان عن الاتصالات الاسرائيلية - الاميركية في شأن الاستيطان، وقيام باراك بمهام وزير الخارجية، في وقت لاقى ليبرمان شبه مقاطعة او صدودا في عواصم عدة بسبب مواقفه المتشددة. كما تسود تكهنات باحتمال ان تشهد تشكيلة الحكومة الاسرائيلية تغييرات في الخريف المقبل، مثل دخول حزب «كديما» في الحكومة وان تحل رئيسته تسيبي ليفني محل افيغدور ليبرمان في وزارة الخارجية اذا وجهت له تهم بالفساد او بعد مغادرة احزاب متشددة الحكومة في حال حصل تقدم على المسار التفاوضي او تقديم تنازلات.