وصف عضو مكتب العلاقات الخارجية في «المجلس الوطني السوري» محمد ياسين النّجار الموقف السعودي الذي أعلنه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في شأن سحب المراقبين السعوديين من سورية بأنه سابقة ايجابية في تاريخ الجامعة العربية، وقلب الموازين (العربية القديمة)، التي كانت موجودة في الجامعة. وقال النّجار في حديث هاتفي مع «الحياة»: «إن السعودية لا يمكن أن تكون بثقلها التاريخي والعروبي شاهد زور كما أعلن ذلك وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ونحن نرى أن السعودية بهذا الموقف تقود الآن القاطرة لإسقاط النظام السوري على المستوى العربي». وقال: «أتوقع أن تظهر تبعات الموقف السعودي خلال الأيام المقبلة ويلمس الشعب السوري آثارها قريباً، وقد اتضح ذلك من خلال لقاء الأمير سعود الفيصل وفد المجلس الوطني «برئاسة الدكتور برهان غليون» قبيل اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة». وأضاف لمسنا من الفيصل ايجابية كبيرة وليست محدودة، وتأييداً لمطالب الشعب السوري في شأن الحرية، واقامة نظام عادل تعود فيه سورية لدورها العروبي والحضاري المعروف، وأكد أن اللقاءات بين المجلس الوطني السوري والسعودية ستتواصل، لأن التواصل معها مهم جداً، وهذا ما نعهده منها بشكل دائم، مشدداً على أن «لقاء وزير الخارجية السعودي وفد المجلس الوطني السوري أثار ارتياحاً شديداً، وكان واضحاً هذا الارتياح «في أوساط المجلس الوطني»، وهذا الشعور بأن السعودية حكومة وشعباً تريد أن تمنع القمع والاضطهاد الذي يقع على الشعب السوري». وعن دلالات رفض الحكومة السورية قرارات اجتماع وزراء الخارجية العرب قال النجار: إنه «موقف متوقع، فالنظام السوري لا يقبل الا بالقرارات البروتوكولية، وهو اعتاد على آلية عمل المراقبين (العرب)، التي حولها إلى آلية بيروقراطية يمكن أن يتعايش معها على المدى المتوسط بحيث يسقط مئات وألوف من الشهداء من دون أن يكون هناك موقف واضح من فريق المراقبين العرب»، لافتاً في هذا السياق إلى أن تقريراً قدمه المجلس الوطني السوري يفضح الممارسات التي حصلت في سورية خلال فترة وجود المراقبين. وعن دور المراقبين العرب بعد الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب في القاهرة قال النجار: «واضح تماماً أن دور المراقبين انتهى، ولا يكمن أن يؤدوا الدور المطلوب منهم، هذا ما بدا واضحاً في القرار السعودي بسحب المراقبين السعوديين، حتى لا يتحولوا الى شهود زور»، ولفت في هذا السياق الى أن وفداً من المجلس الوطني السوري زار الجامعة العربية وجرى نقاش في شأن قرارات وزراء الخارجية العرب، مشيراً الى أن الأيام المقبلة ستشهد تحركاً مكثفاً للمجلس الوطني في دول عربية وأوروبية في سبيل مساعدة الشعب السوري على المستويات كافة. وعن سيناريو الأحداث في الفترة المقبلة رأى أن «النظام السوري يزداد عزلة، ويُلاحظ أنه يمكن أن يفقد ركائزه الأساسية خلال الفترة المقبلة، كما يتضح الآن تبعات النظام العربي وهو يسير نحو السيناريو اليمني لإسقاط النظام»، واعتبر أن النظام السوري يعاني الآن سكرات الموت.