دعا نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور بندر الحجار السيدات السعوديات للتقدم بطلب العمل كمستشارات في المجلس خلال الجلسة الختامية لملتقى المدربين المعتمدين لمركز الحوار الوطني، والتي حضرها نيابة عن رئيس المجلس الدكتور عبدالله آل الشيخ. وأكد الدكتور الحجار خلال ملتقى المدربين أمس، والمنعقدة أعماله في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في الرياض، أن الفرصة متاحة لكل بنات الوطن ليعملن مستشارات في مجلس الشورى، مشيراً إلى أن مجلس الشورى لديه 12 مستشارة غير متفرغة حالياً. وأوضح أن نظام الجمعيات الأهلية سيصدر قريباً، وسيتيح الفرصة للمواطنين لإنشاء جمعيات تعمل في مجالات مختلفة للطفل أو للمرأة، وهو ما سيسهم في تقاسم الأدوار ونشر ثقافة الحوار. وفي الجلسة المخصصة لمناقشة دور التعليم في نشر ثقافة الحوار، أشارت نائبة وزير التربية والتعليم نورة الفايز إلى أن ثقافة الحوار غير قاصرة على فئة عمرية معينة بل يشارك فيها الجميع، مؤكدة أن وزارة التربية والتعليم تحتل المرتبة الأولى بالنسبة إلى نشر ثقافة الحوار، إذ بلغ عدد المدربين 498 من منسوبي الوزارة وعدد المدربات 339 مدربة، فيما استفاد من برامج التدريب أكثر من 56 ألف من منسوبي ومنسوبات الوزارة. وقدمت الفايز بعض الاقتراحات للتخلص من معوقات نشر ثقافة الحوار في الوزارة، كاعتماد برامج المركز الحوارية في الوزارة، وتضمين هذه البرامج ضمن خطط النشاط الطلابي، والتنسيق الإداري مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني من أجل التدريب، ومنح مكافآت ومزايا لمنسوبي الوزارة ممن يتدربون على الحوار، والتأكيد على أهمية الحوار بين منسوبي الوزارة. وأكدت مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، الأميرة الجوهرة بنت فهد آل سعود أن الجامعة تتبنى فكرة إنشاء «كرسي الملك عبدالله للحوار»، وأن الجامعة تعيد تقويم ما عملته خلال السنوات الماضية، كما تعمل على تطوير البرامج والتخصصات التي يحتاج إليها المجتمع والتركيز على دبلوم «التربية» لتخريج معلمات مؤهلات على مستوى عال. وذكرت أن الجامعة دربت مجموعة من الكفاءات الأكاديمية على الحوار بالتعاون مع المركز أو بعقد دورات تدريبية خاصة، إذ يوجد في الجامعة 23 عضو هيئة تدريس درب على ثقافة الحوار، مؤكدة «أنه لابد من أن يكون هناك قدوة لجميع منسوبي ومنسوبات الجامعة في هذا المجال». في المقابل، أكد نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد السلطان، أن المركز يستقبل يومياً طلبات من قطاعات وأجهزة مختلفة في الدولة ترغب في الانضمام لبرامج التدريب، «وهو ما يعطي مؤشراً واضحاً على نجاح جهود المركز في هذا المجال». وأشار إلى أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، سيركز خلال الفترة المقبلة في مجال التدريب على التدريب الأسري، والذي اعتمد المركز برامجه وأصبحت جاهزة للتطبيق، والذي يندرج تحته ثلاثة أنواع من الحوار، وهي الحوار الزوجي، وحوار الآباء مع أبنائهم، والمحاور الناجح وهو مخصص لحوار الأبناء مع آبائهم. يذكر أن الدكتور بندر الحجار ألقى كلمة رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ ، إذ أكد فيها قيم الوحدة الوطنية باعتبارها ركيزة من ركائز مقومات الوطن وتطوره وتقدمه، ودليلاً على تلاحم الشعب مع قيادته، « فالوحدة الوطنية هي الشعار الذي يجب أن يرفعه الجميع من دون استثناء، وهو الهدف الرئيسي الذي تتجمع من خلاله الفئات والشرائح الاجتماعية كافة». وأوضح آل الشيخ أن على مؤسسات المجتمع المدني أن تعمل على تضافر الجهود والتنسيق في ما بينها على تعميق مفهوم المواطنة وتفعيلها على المستوى العملي بين شرائح المجتمع من خلال برامج مدروسة تهدف إلى تقوية اللحمة الوطنية وسد القنوات كافة التي تسعى إلى إضعافها». وتناول في كلمته مفهوم الانتماء، والمواطنة في الشريعة الإسلامية، ثم ركز على مفهوم الحوار ودوره في عملية الاتفاق وتصحيح الأفكار الخاطئة، خصوصاً حين يهدف إلى «حل جميع القضايا بشكل عادل» و «الحوار» علاقة تفاعلية من الطرفين، ومن المهم أن يتحاور أعضاء المجتمع ويتناقشون بهدف الترابط الفكري والتكيف الوطني مع ظروف المجتمع». وتحدث عن التأصيل الشرعي للحوار ووجوده في الكتاب والسنة، ثم تناول الدور الرائد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أطلق الحوار الوطني وحوار أتباع الأديان والثقافات، وطالب في نهاية كلمته بتنمية ثقافة الحوار على اعتبار أنه يشكل قيمة حضارية وإنسانية من الضروري أن يمارسها الفرد والمجتمع على حد سواء لتحقيق الاستفادة من إيجابيات الحوار المتعددة.