دخل النظام الايراني دوامة الاختناق الاقتصادي نتيجة رغبته زعزعة استقرار العالم وتهديده بتطوير السلاح النووي. ما فائدة امتلاكه القنبلة الذرية والبلد على شفير الهاوية من جراء تدمير اقتصاد ثاني مصدّر للنفط في منظمة «اوبك»؟ فالعقوبات الاوروبية التي فرضت عليه بالتوقف عن استيراد النفط الايراني من قبل دول الاتحاد الاوروبي ابتداء من 1 تموز (يوليو) المقبل تعني ان اوروبا ستستغني عن 600 الف برميل من النفط في اليوم. والمصافي الاوروبية بدأت منذ الآن بايجاد كميات بديلة وخفضت مشترياتها تدريجاً من ايران الى حين توقفها كليا في تموز. والعقوبات على نقل النفط الايراني هي ايضاً عقوبة كبرى ومؤثرة. فالناقلات التي تحمل النفط الايراني ليست بغالبيتها أوروبية، ويعني ذلك ان الناقلات الآسيوية لن تستطيع تحميل النفط الايراني الى اوروبا. والاجراءات التي اتخذتها الولاياتالمتحدة وبدأت تتخذها اوروبا لمنع تعامل الشركات مع البنك المركزي الايراني جعلت اليابان وكوريا الجنوبية تخفض مشترياتها من النفط الايراني بحوالى 20 في المئة ولو انهما لم تعلنا عن ذلك. لكن المراقبين لتطورات السوق النفطية لاحظوا ان اليابان وكوريا خفضتا مشترياتهما من النفط الايراني بأكثر من 20 في المئة، ويقول البعض ان الدولتين خفضتا مشترياتهما بنسبة 40 في المئة. والصين خفضت مشترياتها من النفط الايراني ب 200 ألف برميل في اليوم بحجة خلاف على السعر وهي تعلن انها ضد العقوبات في المظهر ولكن هذا يمكّن الصين من تخفيض سعر النفط الايراني اليها وايضاً تخفيض مشترياتها منه. والمهم انه رغم هذه العقوبات الصارمة ازاء ايران فإن سعر النفط لم يرتفع بشكل كبير لأن السوق النفطية العالمية مزودة بشكل كافٍ. فالاسعار ارتفعت دولاراً ثم عادت وانخفضت. والمتعاملون في اسواق النفط غير قلقين من أي نقص لأن الكميات المعروضة من النفط كبيرة. والسعودية تنتج حالياً 9.8 مليون برميل في اليوم وأكد وزير النفط السعودي علي النعيمي ان بلاده تستطيع فوراً رفع انتاجها الى اكثر من 11 مليون برميل في اليوم لكي لا يحصل أي نقص في الاسواق. الا انه ليست هناك حاجة حالياً لذلك لأن العرض موجود والطلب مؤمن بما يكفي. فايران الآن تواجه وضعاً اقتصادياً ومالياً سيئاً بعد ان خسر الريال الايراني 25 في المئة من قيمته مقابل الدولار، ولا يستطيع الايرانيون رفع استيرادهم وشراء السلع التي يحتاجون اليها بسبب تقلبات العملة. فالنظام الايراني هو الان امام خيارين: إما ان يوقف تخصيب اليورانيوم للتوصل الى القنبلة الذرية او انه سيدمر اقتصاده وبلده ويفقر شعبه ويزعزع استقرار المنطقة اكثر مما يفعل من اجل جنون عظمة عقيم سينتهي بشكل سيىء كما حصل مع عدوه الراحل صدام حسين. واليوم وبينما ستخسر ايران 40 في المئة من صادراتها النفطية الى العالم ينبغي على القيادة الايرانية ان تراجع حساباتها السياسية وطموحاتها بالهيمنة اينما كان في المنطقة وان تتوقف عن دعم قوى القمع مثل سورية التي هي ايضاً على شفير الهاوية السياسية والاقتصادية. فلا خلاص إلا بزوال هذين النظامين لأنهما مصدرا كوارث على شعبيهما وعلى كل المنطقة.