اطلقت امس، نتائج دراسة تتعلق ب «واقع الشباب المتأثر بالأزمة السورية في لبنان (الشباب السوري النازح والشباب اللبناني في بعض المجتمعات المضيفة) جرى العمل عليها من خلال صندوق الأممالمتحدة للسكان بالتعاون مع منظمتي «يونيسيف» و «يونيسكو» والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين و «جمعية انقاذ الطفل الدولية»، لمناسبة اليوم العالمي للسكان وشعاره «الاستثمار في الشباب». وجرى اطلاق الدراسة في احتفال اقيم في فندق «فينيسيا -انتركونتيننتال في بيروت، وأجمع المشاركون على دعوة «وكالات الإغاثة والحكومات الى إعطاء المزيد من الاهتمام للشباب كونهم من الفئات السكانية الأكثر ضعفاً في سياق النزاع». وفقاً للدراسة، فإن حوالى 16 في المئة من عدد اللاجئين السوريين المسجلين - الذين بلغ عددهم بحلول شهر حزيران (يونيو) الماضي ما يقارب 1,070,802 شخص - هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة. وأشار المنسق المقيم للأمم المتحدة ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان في لبنان روس ماونتن في كلمة إلى أن «الدراسة تستند الى الأدلة، وتحدد مدى الحاجة لمعالجة وضع الشباب المتأثرين بالأزمة بشكل جماعي وعلى مختلف القطاعات، أهمها: المأوى، التعليم، سبل العيش، الصحة، الحماية والتماسك الاجتماعي». وقال ان من خلال الدراسة «تظهر مشاعر الخوف والحزن والغضب والملل والإحباط والأسر والتمييز لدى الشباب وتؤثر في حالتهم النفسية والاجتماعية. حينها تصبح الحاجة أساسية إلى توفير كل أنواع الخدمات. فبغياب الخدمات الاجتماعية والصحية والنفسية وخدمات الحماية، تتفاقم قابليّة الشباب وتوجّههم إلى الفقر والعنف، بما في ذلك العنف الجنسي والاستغلال أو المتاجرة. ويجبر الوضع البيئي والعائلي الشباب على القيام بدور الكبار قبل أوانهم، ما يؤدي بهم إلى الانحراف، وارتكاب النشاطات الإجرامية، وإقامة العلاقات الجنسية غير الآمنة أو الاستغلالية والعنف وتعاطي المخدرات وغيرها من أشكال السلوكيات الخطرة. وقد يكون للحال الاقتصادية الصعبة دور مؤثر في تشكيل تجربة الشباب في الإطار الإنساني، بحيث قد يترك بعضهم المدرسة ليعملوا ويوفروا الدخل لأسرهم، أو قد يضطر بعضهم الآخر إلى الزواج المبكر، مقابل الغذاء أو المال أو المأوى». وأضاف: «من خلال هذه الدراسة، قابلنا الفتيات والفتيان، التقينا بشباب لاجئين سوريين وبشباب لبنانيين في المجتمعات المضيفة، تعرفنا إلى شباب متزوجين وغيرهم عازبين». ولفت الى «ان نسبة 41 فكروا، غالباً أو أحياناً، في الانتحار و 53 في المئة لم يشعروا أبداً بالأمان في لبنان. وما يعكس مشاعر القلق نقلاً عن أحد المجيبين قوله انه يتمنى «لو تدهسه سيارة ويموت لكثرة ما يكره نوع الحياة التي يعيشها». وقال: «تنتشر حالات التحرش والاستغلال الجنسي، وسوء المعاملة على نطاق واسع، وتقول إحدى الشابات السوريات اللاجئات، وهي تعمل في قطاع الزراعة في البقاع، إنها «اذا لم تستجب أو تنفذ الطلبات أو الخدمات غير الملائمة، قد لا يسمح لها بفترة استراحة أو بشرب الماء أثناء العمل، وذلك لأكثر من 15 ساعة أحياناً». وأشارت الدراسة إلى «أن الشباب اللاجئين السوريين يعيشون محنة وشعوراً عاماً بانعدام الأمان. فالنساء الشابات على وجه الخصوص يعانين من أوضاعهن المعيشية، ومن التحرش الجنسي والاستغلال والإساءة وغيرها من العوامل التي تقيد حركتهن وتشجع الزواج المبكر باعتباره استراتيجية للتأقلم. فصفة اللاجئ أثرت بشكل كبير في الحياة الاجتماعية للشباب. وأصبحت العلاقة بين المجتمعين المضيف واللاجئ أكثر تعقيداً وتوتراً كلما شعر اللبناني بأنه مهدد من السوري بسبب المنافسة على فرص العمل والمساعدات، وبسبب ضغط اللاجئين على البنية التحتية ورفع تكاليف الإدارة، وتبدد الإيمان بوقتية الوضع. نتيجة لذلك «بات أكثر من نصف الشباب السوري لا يشعرون بالأمان في لبنان وأصبح من الواجب على ثلثهم أن يكونوا مصحوبين بأحد من الأهل عند التنقل خارج المنطقة السكنية خلال النهار».