بقي المشهد في عاصمة الشمال على حاله منذ بداية الأسبوع، حيث لا تزال الطريق الرئيسة التي تربط طرابلس بعكار عند دوار نهر ابو علي مقطوعة بمستوعبات النفايات والإطارات والحجارة من قبل أهالي الموقوفين في سجن رومية، إثر الانتكاسة الصحية للموقوف زياد علوكي في سجن رومية على خلفية أحداث طرابلس، واحتجاجاً على ما تردد عن الإفراج عن ثلاثة من الحزب «العربي الديموقراطي». وأكد الأهالي أنهم لن يوقفوا تحركهم قبل الحصول على تطمينات عن أبنائهم. وفي المقابل تم قطع سكة الشمال التي تربط باب التبانة بجبل محسن من قبل ابناء الجبل الذين طالبوا أيضاً بالإفراج عن 60 موقوفًا من «العربي الديموقراطي» لدى السلطات الأمنية والقضائية على خلفية احداث طرابلس. وبعد الظهر نفذت قوى الأمن الداخلي، بإشراف قائد سرية طرابلس العميد بسام الأيوبي، انتشاراً أمنياً مكثفاً في طرابلس وأقامت حواجز ثابتة في انحاء المدينة مدعمة بالمصفحات والآليات العسكرية ودققت في هويات المارة بحثاً عن مطلوبين بمذكرات توقيف عدلية. وتحدثت معلومات عن أن «الجيش دهم مستشفى طرابلس الحكومي وألقى القبض على شخص ملقب ب «ابو مجاهد دندشي». وكان عدد من الشبان المعتصمين عند دوار نهر ابو علي نفّذوا قبل منتصف الليل، مسيرة راجلة في اتجاه تقاطع طريق المئتين وهم يرددون الهتافات المطالبة بالإفراج عن الموقوفين في سجن رومية، وحصل احتكاك مع عناصر الجيش المنتشرين فعملوا على تفريقهم. وتمنى الشيخ سالم الرافعي من الدولة ورئيس الحكومة تمام سلام ووزير العدل أشرف ريفي ووزير الداخلية نهاد المشنوق، أن «يتابعوا الانحراف الذي طرأ على الخطة الأمنية فصدرت آلاف المذكرات واعتقل آلاف الشبان». وطالب الدولة ب «عفو عام للشباب على ان يستثنى منهم الذين فجروا المسجدين». ونبه رئيس «لقاء الاعتدال المدني» مصباح الأحدب أنه «بعد اقرار الخطة الأمنية حذرت من انه لم توضع فيها مقومات لإنهاء التدهور الأمني في طرابلس، كما وجهت كتاباً الى الرئيس سعد الحريري بأن استمرار تطبيق الخطة الأمنية بطريقة ظالمة في طرابلس سيوصلنا الى انفجار. وراجعت وزير الداخلية نهاد المشنوق حول وثائق الاتصال التي تصدر بحق شباب من طرابلس فقال ان لا علم له بذلك، واليوم اعترف النواب والوزراء والمسؤولون بأن تطبيق الخطة الأمنية يجري بطريقة خاطئة ولكن الاعتراف وحده لا يكفي». وانتقد سياسة الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي في المدينة. الى ذلك قال مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا: « لسنا دعاة تفجير ولا إرهاب لكننا لا نقبل الظلم». وقال: «أين الشعور بالآخر حين يبقى شبابنا معتقلاً في سجن رومية والريحانية والعملاء يطلقون والمجرمون يبرأون؟». وسأل: «لماذا الاعتقالات والتوقيفات لشبابنا ثم يقال وجد معه سلاح وهو سلاح فردي وغيرنا يستعرض عسكره وجنوده بسلاح ثقيل وأمام الكاميرات؟».