أكدت مصر مواصلة اتصالاتها المكثفة بالأطراف المعنية كافة لوقف العنف ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، واستئناف العمل باتفاق الهدنة المُبرم في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. لكنها أعربت عن أسفها «لما تواجهه تلك الاتصالات والجهود الجارية منذ عشرة أيام من تعنت وعناد لا يدفع ثمنه سوى المدنيين الأبرياء ويخدم مصالح بعيدة كل البعد من مصالح الشعب الفلسطيني». وأهاب بيان لوزارة الخارجية المصرية أمس بالأطراف المعنية «تحكيم لغة العقل والارتقاء إلى مستوى المسؤولية وعدم تحميل الشعب الفلسطيني بأكمله نتائج تلك السياسات». وحذر من تبعات سلبية وعواقب وخيمة للتصعيد الإسرائيلي «غير المسؤول»، وأعلن الرفض التام لهذا التصعيد «الذي يأتي في إطار الاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة العسكرية، وما يترتب عليه من إزهاق لأرواح المدنيين الأبرياء» و «يمثل استمراراً لسياسات القمع والعقاب الجماعي». وأكد: «لم يعد من المقبول أن تستمر معاناة الشعب الفلسطيني بسبب سياسات الفعل ورد الفعل غير المسؤولة من دون الانتباه إلى آثار ذلك على المدنيين الأبرياء من أبناء هذا الشعب الشقيق»، الأمر «الذي يفرض مسؤولية كبيرة على الأطراف كافة من ضبط النفس والتزام السبل اللازمة لإنهاء هذه المعاناة». كما أهاب بالمجتمع الدولي «سرعة التدخل وتحمل مسؤوليته للعمل على إنهاء هذا العدوان ... ووقف أي أعمال تصعيد لن يكون لها سوى تبعات سلبية وعواقب وخيمة على المدنيين، وبما لا يوفر أي مناخ موات لاستئناف المفاوضات مستقبلاً لتسوية القضية بالطرق السلمية ووفقاً للمرجعيات وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة». وكان مصدر مطلع في القاهرة علّق على ما ذكره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال جلسة مجلس الأمن في شأن الأوضاع في غزة، والتي أشار خلالها إلى ضرورة فتح معبر رفح الحدودي بين القطاع ومصر، واصفاً هذه التصريحات بأنها «تتسم بعدم التوازن، إذ تتناول فقط فتح معبر رفح في حين أنها لا تشير إلى مسؤولية إسرائيل كقوة احتلال في تشغيل كل المعابر التي تربطها بقطاع غزة»، فضلاً عن «تجاهل حقيقة أن السلطات المصرية قررت فعلاً فتح معبر رفح بشكل استثنائي لاعتبارات إنسانية والسماح باستقبال الجرحى والمصابين نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية. وكانت الحكومة المصرية اتخذت قراراً أول من امس بفتح معبر رفح لدخول المصابين الفلسطينيين في الغارات. وأعلن محافظ شمال سيناء حال الطوارئ في مستشفيات المحافظة لاستقبال الجرحى. في غضون ذلك، سرت تظاهرات شعبية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، إذ تظاهر مساء أول من أمس شباب التيار الشعبي في وقفة سلمية مع عدد من الناشطين في إطار مبادرة للتنديد بالعدوان الصهيوني الهمجي علي الأراضي العربية الفلسطينية، وذلك أمام مقر السفارة الفلسطينية في حي الدقي في القاهرة. وكان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب دان الاعتداءات التي تمارسها إسرائيل ضد قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، محذرا في بيان أول من امس من أن العرب والمسلمين لن يصبروا طويلاً على تلك الانتهاكات التي تتنافى مع القيم الإنسانية والقوانين والأعراف الدولية.