أكد رئيس مؤسسة الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، أن تجاوز السعودية للأزمة العالمية والضغوط الاقتصادية التي تواجه أميركا وأوروبا، يعود في جزء كبير إلى التزام السعودية بالتمويل الإسلامي، وإصرارها على خلق اتصال حقيقي بين المخاطر والعوائد التي تفرض الحفاظ على مستويات معقولة من النفوذ. وقال في كلمته أمام منتدى التنافسية الدولي السادس أمس في الرياض، إن دول الخليج ومنها السعودية ستركز على تطوير اقتصاداتها المحلية، وزيادة التجارة البينية، وتحسين التعليم مع التركيز على المناهج التي تؤهل الشباب لخوض تحديات العمل والقدرة على المنافسة في أسواق العمل. وأضاف الفيصل: «المجتمع في السعودية هو أحد أصغر المجتمعات في العالم لناحية العمر، إذ إن 75 في المئة من السكان تحت سن ال30، كما أن 30 في المئة تحت سن 21 سنة، لذلك فإن التحدي هو كيفية النجاح في استيعاب الملايين من الشباب في اقتصادنا الوطني الذي هو جزء من الاقتصاد العالمي، وكيفية إعدادهم وتدريبهم لهم ليكونوا قادرين على المنافسة مع نحو ثمانية ملايين عامل أجنبي». وأوضح أن سياسة السعودية الراسخة من خلال التعليم يمكن أن تحقق لشعبنا مكانهم الصحيح في العالم، لذا تسعى السعودية جاهدة لتحسين نوعية التعليم في الابتدائي والعالي والمهني، ويتم تخصيص نسبة 25 في المئة من الموازنة للتعليم، مشيراً إلى أن المملكة قادرة على دعم جاراتها من دول المنطقة، بما في ذلك مالياً، كما ستبحث السعودية نشر أكثر من فعالية لمساعدة المنطقة مالياً، تتضمن مزيد من الصرامة التشغيلية لتمكين المنظمات الإقليمية من القيام بمهامها. وذكر أن السعودية تلعب دوراً أكبر من حجها كدولة نفطية، وضرب على ذلك بدور مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) التي تتولى حالياً إدارة أصول في الخارج تصل قيمتها إلى 650 بليون دولار في الولاياتالمتحدة الأميركية، إضافة إلى حيازة جزء كبير من سندات الخزانة الأميركية، ما سيعزز استقرار وتقويم الدولار الأميركي والاقتصاد العالمي بشكل أوسع. وشدد الفيصل على أن منتدى التنافسية الدولي أسس لمستقبل ريادة الأعمال في السعودية، كما دعا إلى تكامل الجهود وتضافرها بين مختلف الجهات المعنية بقطاع شباب الأعمال، وأن تتركز جهودهم على دعم رواد الأعمال، والعمل على تبني مبادرات الشباب وتوظيف قدراتهم وإبداعاتهم بما يعزز مساهمتهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفيما يتعلق بعنوان منتدى التنافسية الدولي السادس «تنافسية ريادة الأعمال»، أكد أن السعودية دولة مستقرة وغنية ولديها كل الوسائل لتحقيق مزيد من التقدم، ومع ذلك نحن بحاجة إلى إعادة اختراع روح المبادرة التي كانت جزءاً من ثقافتنا التي لا غنى عنها لبناء قاعدة صلبة لتقدمنا. وأكد أن روح المبادرة التي تجمع بين الرؤية مع أخذ المخاطر، هي محرك التقدم والنجاح في جميع المجالات ليس فقط في مجالات الأعمال التجارية وكسب المال أو الاقتصاد.