دمشق، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب - قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن ما لا يقل عن خمسة جنود في الجيش السوري قتلوا أمس في معارك مع منشقين في محافظة حمص التي تشكل معقل الحركة الاحتجاجية على النظام. وقال المرصد في بيان إن «خمسة عناصر من القوات النظامية السورية قتلوا وجرح 13 إثر اشتباك مجموعات منشقة مع حاجز عسكري امني مشترك في قرية الزراعة التابعة لمدينة القصير» صباح أمس. وشهدت حمص اجتياحات عنيفة في مناطق عدة، وتعرضت جورة الشياح لهجوم قوات الامن ترافق مع إطلاق نار، ما أدى إلى سقوط جرحى. وفي مدينة القصير بحمص قال ناشطون إنه سمعت منذ الصباح الباكر أصوات قصف عنيف وحدثت انفجارات في عدة أحياء. من جهة أخرى بث ناشطون صوراً لتظاهرات خرجت الليلة الماضية في أحياء بابا عمرو والوعر وجُورة الشياح والقصور في مدينة حمص للمطالبة بإطلاق سراح جميع السجناء. وكان ثمانية مدنيين قتلوا برصاص قوات الامن بينهم خمسة في دوما وسقبا وتلفيتا وجسرين في ريف دمشق. كما قتل اثنان في ادلب وواحد في حمص، بحسب المرصد السوري خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية. من جهة أخرى، قال المرصد إن الاستخبارات الجوية سلّمت جثماني شخصين توفيا في مقرها الى عائلتيهما في دوما على بعد عشرين كلم عن دمشق. كما سلّمت جثة شخص ثالث الى عائلته في الشفونية قرب دوما. كما أفاد المرصد ان اكثر من 150 الف شخص تجمعوا أمس في دوما للمشاركة في تشييع 12 مدنياً قتلوا فجر أمس وفي الايام السابقة، مرددين هتافات مناوئة للنظام. وتابع المرصد: «شيع اكثر من 150 الف مواطن جثامين 12 شهيداً انضموا فجر» امس واليومين السابقين إلى قوائم الضحايا، موضحا ان عدد المشاركين هو «الاضخم منذ انطلاقة الثورة» ضد النظام السوري. وردد المشاركون في التشييع هتافات تأييد للجيش السوري الحر الذي يضم فارين من الجيش ويتمركز في تركيا، بحسب ما ظهر في تسجيل فيديو على موقع يوتيوب. وقال الناشطون ان قوات الامن لا تنتشر سوى على مداخل المدينة التي تبعد نحو عشرين كيلومتراً عن العاصمة. من ناحيتها، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قتيلا سقط في منطقة شبعا بريف دمشق، كما قتل شخص ثان في دير بعلبة بحمص. وفي دير الزور، اقتحمت قوات الأمن مدينة الطيانة ومشطت منازل الناشطين واعتقلت عدداً منهم ونصبت العديد من الحواجز. أما في مدينة القورية، فقد أطلق الجيش السوري الرصاص لإرهاب المدنيين من الحواجز العسكرية المنتشرة في المدينة، بحسب بيان الهيئة العامة للثورة السورية. وفي معرة النعمان بإدلب حدث انشقاق عند حاجز قرية بسيدا وحصل اشتباك قوي مع الجيش الحكومي والعناصر المنشقة وتم تهريبهم إلى مكان آمن بالتنسيق والتعاون مع الجيش الحر. وشهدت منطقة البوكمال اقتحام أعداد كبيرة من قوات الجيش السوري والأمن للمدينة وجرى إطلاق نار باستخدام رشاشات 500 وأسلحة خفيفة مما أدى إلى إصابة ثمانية مواطنين بجروح، كما حصلت اشتباكات بين عناصر من الجيش الحر وقوات من الجيش السوري بعد ذلك بقليل وسمع صوت انفجار ضخم هز كامل أرجاء المدينة. وكشف تقرير وزعه «المجلس الوطني السوري» عن وصول عدد قتلى الأحداث على يد عناصر الأمن والجيش حتى يوم 21 كانون الثاني (يناير) إلى ستة آلاف و581 بينهم 306 من النساء و448 من الأطفال في حين وصل عدد الجرحى المسجلين إلى أكثر من عشرين ألف جريح وأن عدد القتلى منذ بدء عمل لجنة المراقبين العربية قبل شهر واحد بلغ 759 شخصاً.