شيّعت محافظة الإسكندرية الساحلية أمس جثمان مروة الشربيني التي باتت تُعرف ب «شهيدة الحجاب» بعدما فقدت حياتها في جريمة عنصرية في ألمانيا. وأكد نقيب المحامين المصريين حمدي خليفة أن لجنة رفيعة المستوى من المحامين شُكلت لمتابعة التحقيقات التي تجري في ألمانيا. وسط حال من الحزن الشديد، شيّع الألوف جثمان الشهيدة الدكتورة مروة الشربيني إلى مثواها الأخير عقب أداء صلاة الظهر من مسجد القائد إبراهيم في محافظة الإسكندرية (شمال القاهرة). وشارك في التشييع عدد من الوزراء المصريين ومسؤولون أكدوا أن مروة تُحتسب عند الله شهيدة لأنها فقدت حياتها دفاعاً عن دينها وحجابها. وخيّمت حالة من الحزن الشديد على أسرتها، فيما كان شقيقها طارق يردد والمئات وراءه عبارة «لا إله إلا الله». وحرصت وسائل الإعلام والقنوات الفضائية ومئات الإعلاميين على التواجد وحضور مراسم تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير. وقال أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشعب (البرلمان) المصري إنهم تابعوا «بالأسف الشديد والحزن العميق نبأ استشهاد مروة الشربيني، زوجة المبعوث المصري للدكتوراه في ألمانيا علوي علي عكاز، إثر حادث عنصري أليم». واعتبر أعضاء اللجنة البرلمانية أن ما جرى «نموذج للتعصب ونوع من الإرهاب الفردي ضد أسرة مصرية مسالمة سعت إلى الخارج لطلب العلم دون استفزاز أحد أو العدوان على الغير»، ورأت أن «روح العداء التي بدأت تنتشر في بعض الأوساط الغربية ضد العرب والمسلمين هي الدافع الحقيقي وراء هذه الجريمة النكراء»، داعية السلطة الألمانية إلى استكمال التحقيق في أقرب وقت وإحالة الجاني على محاكمة عادلة وفقاً للقوانين الألمانية المعروفة. وقالت اللجنة إنها تنتهز هذه الفرصة للمطالبة باستصدار «تشريع دولي يجرم الإساءة إلى المظاهر الدينية والأزياء التي تعبّر عن ثقافات معينة». ولقيت الشربيني حتفها الأربعاء الماضي إثر قيام ألماني من أصل روسي بطعنها في ساحة المحكمة بطعنات عدة، وذلك بعدما حكمت عليه المحكمة بغرامة وحبس لسبها واتهامها بالإرهاب. من جانبه، أعلن نقيب المحامين المصريين رئيس اتحاد المحامين العرب حمدي خليفة أن النقابة والاتحاد شكلا لجنة قانونية رفيعة المستوى تتولى مهمة متابعة التحقيقات التي تجرى في ألمانيا. وأضاف خليفة في مؤتمر صحافي عقده أمس أن التحقيقات الأولية في الجريمة «كشفت عدم وجود أدنى خلاف بين القتيلة والجاني، الذي صمم على قتلها لمجرد ارتدائها للحجاب الذي يعكس التزامها بالزي الإسلامي».