«النقاب» غير مرحب به في فرنسا، حسب ما صرح به الرئيس ساركوزي في خطاب له في قصر فرساي التاريخي الشهير، لقد أكد الرئيس الفرنسي أن النقاب أو البرقع هو إهانه للمرأة وعزل لها عن الحياة، وأنه لا يمثل رمزاً دينياً، بل إنه أكد على احترام فرنسا العلمانية للدين الإسلامي وعلي مرتبة متساوية مع الأديان الاخرى، ان حقوق الإنسان ومن ضمنها حقوق المرأة تحتل أهمية كبري في الثقافة الغربية وفي الوجدان الفرنسي، لأنها أحد المبادئ الرئيسة للثورة الفرنسية التي أثرت في العالم قاطبة من خلال المبادئ التي تضمنتها المواثيق الدولية الداعية لحقوق الإنسان، لقد تعرض ولا يزال الرئيس الفرنسي ساركوزي لحملة عنيفة من بعض الكتّاب في الدول العربية والإسلامية بسبب موقفه من النقاب، واستند أغلب المدافعين عن النقاب إلى أن لبس المرأة للنقاب هو قضية شخصية تدخل في باب الحرية الشخصية للإنسان، وان من أسس الدولة العلمانية مثل فرنسا هو احترام هذا الحق وتقديسه، في البداية من المعروف ان ساركوزي كان منفتحاً على الجالية المسلمة في فرنسا عندما كان وزيراً للداخلية، أما عندما أصبح رئيساً فقد ضمت حكومته امرأتين مسلمتين، إحداهما رشيدة داتي لوزارة العدل، ووزيرة أخرى لشؤون الضواحي هي فضيلة عمارة التي تعرفت على ساركوزي عندما كان وزيراً للداخلية واجتمع بها وناقش معها قضايا النساء والأقليات، مثل هذا التوجه يبرهن أن فرنسا المؤسسات الحاكمة والثقافة السائدة ليست معادية للإسلام والمسلمين، فكيف تتصادم فرنسا كدولة ومجتمع مع خمسة ملايين مسلم فرنسي تشير الدراسات الاجتماعية إلى تضاعف أعدادهم في السنوات العشر المقبلة، لذا فإن فرنسا حريصة ألا يتأثر شعبها بشكله العام والأقلية المسلمة بوجه خاص بالتفسيرات والتطبيق العملي للإسلام السياسي المتشدد غير القابل للاندماج والعصرنة مع الدول التي تحتضن ملايين المسلمين في الغرب. النقاب يمكن القول إنه رمز يدل على التشدد، وهو اقرب إلى العادات لبعض الشعوب الإسلامية أكثر منه واجباً دينياً، لقد استطاعت الجماعات الإسلامية المتشددة في منطقتنا وفي العالم فرض أفكارها المتشددة على الجميع سواء في التعليم او في الشارع الإسلامي من خلال المنابر التي تحتكرها دون أصحاب التيارات الإسلامية المتسامحة، كما هو حال النقاب الذي أدخلنا بسببه معركة مع دولة تحترم المسلمين وتسمح لهم بإقامة دور العبادة الخاصة بهم، وتحترم دينهم بشكل لا يمكن إنكاره، أما النقاب فإنه غير منتشر حتى في الدول الإسلامية حتى نتهم الآخرين بمحاربة الإسلام بسبب رأي للرئيس الفرنسي حول اعتقاده بأن شكل المرأة وهي تردي النقاب يرمز إلى إذلالها وعدم الثقة بها في المجتمع الفرنسي، بل إن هناك تخوفاً في فرنسا من أن النساء قد يكن مجبرات على ارتداء النقاب فوق إرادتهن من قبل أزواجهن او عوائلهن. في ثقافتنا العربية والإسلامية أصبح هناك تداخل وعدم رؤية واضحة بين ما هو واجب ديني متفق عليه بين العلماء وبين عادات بالية ألبست وأعطيت الشكل الديني، وأصبح الخروج عنها وانتقادها هو انتقاد للإسلام وهذا غير دقيق، النقاب لم يظهر لدينا على الأقل بهذا الشكل إلا مع ظهور الحركات الإسلامية المتشددة، أما من الناحية العملية فإن ارتداء النقاب قد يكون وسيلة للتخفي من أصحاب نفوس شريرة لتنفيذ أعمال غير نظامية قد تصل في بعض الأحيان إلى تنفيذ عمليات تفجير وقتل لأبرياء من أناس استغلوا النقاب أمام السلطات الأمنية في مجتمعات محافظة تقدر المرأة. [email protected]