يا ساتر من أحداث موسمنا الرياضي الحالي، الذي تحولت فيه الإثارة للأسف من ميادين كرة القدم إلى منابر الإعلام في تصريحات إعلامية ما بين معترض، وما بين ساخط، واختلط الحابل بالنابل، وأصبحنا نقوم بدور المتفرجين على ما يدور من أحداث لا ترتقي لمعاني التنافس الرياضي، التي هي الأساس الثابت والراسخ دوماً، ففي الوقت الذي ننشد فيه تصدي رؤساء الأندية بحزم لمن يحاول من منسوبي أنديتهم النيل أو التقليل أو التهجم على حكم أو إعلامي، أصبحنا بشكل مضحك نرى تسيّد هؤلاء الرؤساء لطوابير «الغوغائيين» في مواقف تبعث على الدهشة على ما يحدث، فلو تابعت على سبيل المثال تصريحاً لرئيس نادٍ ما ينتقص ويقلل من إمكانات الحكم أو يوجّه اللوم صوب رئيس لجنة الحكام عمر مهنا فتأكد أن فريقه خسر المباراة، والغالبية العظمى من هؤلاء الرؤساء أو نوابهم يسلكون هذا الطريق من أجل رمي فشلهم وإخفاقهم على الحكام، ويعتقدون أن هذا الأسلوب فيه تخفيف من الضغوطات الجماهيرية على لاعبيهم! نعم الحكم الأفضل هو الأقل أخطاء في تقديراته، ولن نخفي وقوع عدد من الحكام في أخطاء قد تكون مؤثرة خلال الجولات الماضية، ولكن أن يتحول هذا الخطأ للتشكيك بذمة اللجنة ومنسوبيها فهذا الخطأ بعينه، لذلك أستغرب صمت لجنة الانضباط تحديداً مع عدد من التصريحات الإعلامية المقروءة أو المرئية، وكأن الأمر لا يعنيها، أو أن لائحة العقوبات مفقودة أو تحت الطباعة! وليعذرني منسوبو لجنة الانضباط أن ألومهم على «ليونة» موقفهم مع تصريحات إعلامية وتصرفات خارجة عن الروح الرياضية تحدث في ملاعبنا، وكأن الأمر أصبح مألوفاً داخل ملاعبنا السعودية، شدة القرارات والعقوبات هي «المنقذ» الوحيد من حال التسيب، واللامبالاة التي «تفشت» في منافسات كرة القدم على وجه التحديد. لذلك دعونا نرى عقوبات ممثالة يا لجنة الانضباط لما أقر على مدرب الاتحاد مانويل جوزيه، وحتماً معها ستتبدل الكثير من القناعات لدى مسيّري الأندية، ومن خلفهم اللاعبون الذين يبدو أنهم متأثرون بقدوتهم من مدربين وإداريين أصحاب أصوات النشاز في الانتقاد. بالمختصر اقتربنا من نهاية الدور الأول من دوري زين السعودي وما زال «التذبذب» مسيطراً بقوة على مستويات الأندية السعودية، فحينما كان «التذبذب» يقع على الفرق فمن مباراة إلى أخرى، إلا أنه مع نهاية الدور الأول وقع من شوط إلى آخر. [email protected]