صباح كل يوم (إثنين) بحسب التوقيت المحلي لدولة السويد، يتعرف المتابعون على أحد مواطنيها، «سويدي جديد كل أسبوع»، هكذا يشرح معرف sweden@ في «تويتر» نفسه، ليتولى مسؤولية الإشراف عليه مواطن أو مواطنة، وبعد أن يختار لنفسه صورة تناسبه، يعرف عن نفسه بعبارة بسيطة تشرح على أقل تقدير اهتماماته. بعدها يتولى مسؤولية التواصل مع المتابعين، فتدور الأحاديث بينهم حول كل شيء تقريباً، يبدي آراءه ويعلق على ما يعجبه في بلاده، وأكثر ما يشغل باله أيضاً، فتتوسع حلقة النقاش خلال أسبوع كامل، قبل أن ينتقل المعرف لشخصية جديدة. وعلى رغم القيمة الكبيرة لمعرف يحمل اسم دولة لها مكانتها في العالم، إلا أن شروط تولي هذه المسؤولية ليست معقدة، إذ يشرح الموقع المخصص لتفصيل المعرف هذه الشروط بدقة، فبينما يرفض قبول ترشيحك لنفسك يقبل نصيحتك، إذا ما كنت ترى أن أحداً سواك قادر على إدارة هذا الحساب، مشترطاً الإجابة على أسئلة بسيطة أهمها، «كيف سيستطيع مرشحك لفت أنظار المتابعين من خارج السويد للبلاد ؟»، و«هل يوجد مرشحك في شكل فاعل في «تويتر»؟»، لكن الموقع يصر على أن أحقية إدارة هذا الحساب في الوقت الحالي لن تمنح إلا لمن يحملون الجنسية السويدية، موضحاً بأنهم قد يفتحون الباب لمواطنين من جنسيات مختلفة، ممن أقاموا أو لا زالوا مقيمين في السويد لتولي مسؤولية هذا المعرف، مؤكداً أن هذه الخطوة قد تأتي مستقبلاً، لأنهم حريصون في الوقت الحالي على إدارة المواطنين فقط للحساب. «القيمين على السويد» هكذا يعرف الموقع أسماء من يديرون حسابه، ويزيد في شرحه لقيمة هذا الحساب، «في كل أسبوع يتولى سويدي مسؤولية الحساب الأغرب والأول من نوعه في العالم، إنها فرصتك للتعريف عن نفسك، وللإشارة إلى بلادك» بحسب نص الموقع. وخلال الأسبوع الماضي تولت «هانا» مسؤولية إدارة هذا الحساب، إذ عرفت عن نفسها بعبارة بسيطة فكتبت، «أنا مجرد سائقة شاحنة سويدية عادية»، وبدا واضحاً تفاعلها مع الحضور من خلال عدد ضخم من التغريدات أجابت عبرها على أسئلة المتابعين وعن نفسها، ويظهر جلياً حرص المعرف على كسب اهتمام الجنسيات كافة، إذ تتم كتابة التغريدات باللغة الإنكليزية فقط، ولن تستغرب أن تتولى هذا إدارة الحساب سائقة شاحنة إذا ما علمت أن شخصيات من كل مهنة ولون تولت إدارته قبلها، فتولاه صحافي ومزارع ومربي نحل وغيرهم وآخرون في الطريق. ينتقل هذا الحساب بين الجميع، ولا يحجب شيئاً، تاركاً لكل إنسان فرصة التعبير عن رأيه، حتى وإن جاءت بعض تلك الآراء إقصائية أو عنصرية، ببساطة دور هذا الحساب لا يتجاوز نقل الآراء الحقيقة من دون تنقيح، ليعكس روح الحرية في السويد وثقافة أهلها. ويقوم المعهد السويدي العام بتسويق هذا المعرف، خصوصاً أن هذا المعهد يعمل على نشر صورة إيجابية للسويد حول العالم من خلال تسليط الضوء على ثقافة البلاد ولغتها وأبرز العلوم والمعالم الثقافية التي تشتهر بها.