أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «البطريركية ملتزمة خط جعل لبنان تعددياً وغير منخرط في المحاور»، داعياً المسيحيين إلى «انتصار الوحدة على الانقسام والحلول على الخلافات». ورأى أن «لبنان مؤهل لأداء دور في نشر ثقافة الاعتدال ورفض الإرهاب والتطرف». وقال الراعي في عظته الأسبوعية في بكركي أمس، انه «ينبغي على الطوائف المكونة للنسيج اللبناني أن تشكل القوة المعززة والمدافعة عن القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية، وأن تكون كل طائفة ذات قيمة مضافة متخصصة لبناء المجتمع اللبناني، وبهذا تجعل لبنان ذا قيمة مضافة في محيطه العربي». ودعا الطوائف اللبنانية إلى «مساعدة المواطن المنتمي إليها في أن يكون مواطناً في لبنان لا مواطناً في طائفته، وأن يكون لبنانياً أولاً وآخراً بفضل قيمة طائفته المتخصصة والمضافة»، مؤكداً أن «البطريركية المارونية ملتزمة هذا الخط الرامي دائماً إلى جعل لبنان تعددياً منفتحاً وحيادياً، غير منخرط في محاور أو أحلاف إقليمية ودولية، وملتزماً قضايا السلام والعدالة والعيش المشترك، وبلداً ديموقراطياً منفتحاً على الشرق والغرب في حوار مع الثقافات والديانات، ورافضاً أن يكون أرض الحديد والنار». وأكد التزام الكنيسة «تعزيز الحوار المسيحي- الإسلامي، وتوطيد العيش الواحد، وبناء المجتمع على أساس السلام والمصالحة، والعمل على تغيير الذهنيات من أجل إنماء الأخوة والتضامن وتحقيق مجتمع أكثر قابلية للعيش معاً»، مشيراً إلى أن «هذه الرسالة تدعو إلى التضامن مع العالم العربي، كأمر حتمي مكمل للحوار والتعاون بين المسيحيين والمسلمين في لبنان». وقال: «لبنان جزء لا يتجزأ من العالم العربي، وثمة مصير واحد يجمع المسيحيين والمسلمين في لبنان وبلدان المنطقة، وثقافة عربية واحدة أسهم في وضعها إسهاماً كبيراً مسيحيو لبنان والبلدان العربية». ورأى أنه «ينبغي على السلطة السياسية في لبنان أن تحافظ على العمود الفقري الذي يؤمن الكيان اللبناني وحضوره الفاعل في مجتمعه وموقعه المتوسطي، أعني نموه الاقتصادي. ويجب الخروج من التجاذبات السياسية وجعل العمل السياسي في خدمة الملفات الاقتصادية والاجتماعية، واستكمال خطوة تصحيح الأجور بخطة الإنماء الاقتصادي الذي يزيد من مناعة الاقتصاد الوطني». ولفت الراعي إلى أن «التضامن مع العالم العربي المحيط ليس دعوة جديدة، بل كان موجوداً، لكنه تعثر في شكل ملحوظ بسبب أحداث إقليمية وداخلية، شكل عنصرها المشترك التدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية، الذي شطر اللبنانيين إلى فريقين متنازعين، وعطل الحوار، وخلق دويلات ومربعات أمنية»، آملاً بأن «يدرك اللبنانيون أهمية وحدتهم والقيمة المضافة التي يقدمها لبنان في محيطه العربي وفي علاقته مع العالم الغربي».