أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي، أن «التعددية تقتضي المشاركة الفاعلة من جميع الطوائف في الحكم والادارة»، معتبرا أن «الطائفية وإهمال الدولة يجعلان اللبناني مواطناً في طائفته». وقال الراعي خلال تدشين وتكريس كاتدرائية الصرح البطريركي في بكركي بعد إعادة ترميمها أمس، إن «الكنيسة-الشركة توحي بالتعددية التي تقتضي العمل بمبدأ المشاركة الفاعلة والمتوازنة من جميع الطوائف والمذاهب والأفراد في الحكم والإدارة، من دون تحييد لدور أحد أو إسقاطه في الحياة الاجتماعية والثقافية ومن دون امتيازات لأحد أو فئة»، وأكد أن «إهمال الدولة لواجبها الاساسي في تأمين حاجات المواطنين المعيشية من جهة، وممارسة السياسيين الطائفية من جهة ثانية، يحملان المواطن على أن يكون مواطناً في طائفته ومذهبه ويهمل مواطنيته الوطنية، فإذا بالطوائف تتسابق الى اجتذاب المواطنين وتقديم بعض المساعدات لهم، وكأنها هي الدولة». وشدد على أن «للبنان قيمة مضافة يقدمها لأبنائه ولدول العالم، هي أن المسيحيين والمسلمين في لبنان التزموا حقوق الإسان والديموقراطية والحضارة الحديثة، وحملوها إلى المشرق العربي. حافظوا على التعددية والتنوع بتفاعلية، بحيث إن الشخصية المسيحية متأثرة بالشخصية الإسلامية، والشخصية الإسلامية متأثرة بالشخصية المسيحية». وكان الراعي جال أول من امس في بلدة البوار، وأكد أن «لا المال ولا الجاه ولا المناصب ولا القوة تعطي السلام»، وقال: «نصلي لكل البلدان التي تشهد اضطرابات حتى يكون الميلاد هو ميلاد القلوب ويكون فجراً جديداً للعالم العربي». وقال: «صلاتنا كي يعود مجد الله للانطلاق من هذا الشرق وما يسمونه بالربيع العربي نحن سنسميه ربيع الرجاء أي أن الشعوب تبحث عن معنى لوجودها وتطالب بحقوق حتى يعيشوا جمال إنسانيتهم، وهنا يكون الربيع العربي إذا توصل العالم إلى معرفة قيمة الإنسان وكرامته. الإنسان الذي اصبح سلعة لكل شيء. الشرق بحاجة إلى سلام، منه انطلق السلام إلى العالم، يجب أن تنتهي النزاعات والحروب».