دمشق، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب - تظاهر الآلاف في سورية أمس، مطالبين بإسقاط النظام وذلك غداة إنتهاء مهمة بعثة المراقبين العرب التي يفترض ان تسلم تقريرها اليوم الى الجامعة العربية. وقال ناشطون وسكان إن أعمال عنف متفرقة اندلعت في سورية أمس، وان الامن استهدف بشكل خاص المساجد، حيث حاصر الكثير منها ومنع الصلاة في عدة مدن. ووفق حصيلة أولية، فإن 17 شخصاً قتلوا أمس، بينهم 6 في إدلب. يأتي ذلك فيما افاد ناشط حقوقي ان مساعداً في الامن السوري اغتيل أمس في محافظة درعا. وفيما قالت السلطات السورية إن القتيل اختطف من منزله وقتل على يد «مجموعة إرهابية مسلحة»، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه أغتيل على الارجح نتيجه انشقاقه عن الجيش النظامي ودعمه لقوى المعارضة. وقال ناشطون إن قوات الامن السورية لجأت للعنف لمواجهة تظاهرات جمعة «معتقلي الثورة». وأوضح نشطاء أن قوات الامن منعت اقامة صلاة الجمعة بالمسجد العمري في درعا بجنوب البلاد وهي مهد الانتفاضة السورية وذلك للجمعة الخامسة على التوالي. كما تحدث ناشطون عن اطلاق نار من رشاشات متوسطة في مدينة انخل» التابعة لريف درعا. فيما قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن هناك وجوداً أمنياً كثيفاً حول المساجد بمدينة اللاذقية وان عدة بلدات شهدت اطلاق نيران. وذكر المرصد السوري أن «مواطناً استشهد وأصيب ثلاثة آخرون بجروح اثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية في مدينة البوكمال التابعة لمحافظة دير الزور». فيما أفادت لجان التنسيق المحلية في بيان أن قوات الامن قامت «بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع» على متظاهرين و «أطلقت نيراناً كثيفة امام مسجد عثمان لفض اعتصام قام به الاهالي لاعادة فتح المسجد بعد ان اغلقته قوات الامن» في دير الزور. وفي محافظة ادلب في شمال غربي البلاد أعادت قوات الامن جثث ستة أشخاص كانوا قد اختفوا قبل يومين. وأكد المرصد ان «السلطات الامنية السورية سلمت بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة جثامين ستة شهداء الى ذويهم في قريتي الصحن واللج في سهل الغاب الشمالي كانوا فقدوا قبل يومين». وتحدث المرصد السوري عن قيام قوات الامن بإطلاق النار لتفريق تظاهرة حاشدة في مدينة اريحا في محافظة ادلب. كما تحدث ناشطون عن اشتباكات امس بين مجموعة منشقة وقوات الامن السورية التي كانت «تقوم بإنزال علم الاستقلال الذي رفعه الثوار في مدينة ادلب»، وفق المرصد. وفي ريف دمشق، اكد المرصد ان «تظاهرة ضمت نحو 15 الف متظاهر خرجت من عدة مساجد في دوما وتجمعت في ساحة الجامع الكبير». كما اشارت لجان التنسيق المحلية الى «انتشار امني مع مرافقة من مصفحات في الشوارع الاساسية وقرب المساجد الرئيسية في داريا (ريف دمشق)». وفي غرب البلاد، شهدت بانياس واللاذقية الساحليتان انتشاراً امنياً كثيفاً ومحاصرة لبعض مساجد هذه المدن «منعاً لخروج تظاهرات» بحسب المرصد. وفي هذه المنطقة ايضاً، لفتت اللجان الى «انتشار امني كثيف في الأحياء المنتفضة في جبلة وتطويق ساحة الحرية ومسجد أبو بكر الصديق». وفي حماة (وسط)، اشارت اللجان الى «انتشار قناصة حول جامع عبدالرحمن بن عوف وانتشار امني في الشوارع المحيطة». وفي محافظة حلب (شمال)، اضاف المرصد خرجت تظاهرات الآن في بلدة حيان وقرية بزاعة كم كما خرجت تظاهرة في حي المرجة بمدينة حلب «تطالب باسقاط النظام والافراج عن المعتقلين». وفي الحسكة أفادت الهيئة العامة للثورة بانطلاق تظاهرات حاشدة في الدرباسية وعامودا تهتف لنصرة حمص والزبداني وإدلب، كما أفادت الهيئة العامة للثورة بوجود انتشار أمني كثيف في منطقة الصليبة باللاذقية. من جانبهم أرسل المعتقلون في سجن حمص المركزي بياناً إلى لجنة المراقبين العرب أفادوا خلالها بأن النظام السوري لم يشمَل بمرسوم العفو العام القضايا التي يقبع معظمهم في السجن على أساسها. إلى ذلك، ذكر المرصد السوري في بيان أمس أن «مساعداً أول في الامن السياسي اغتيل على طريق عتمان الياودة (ريف درعا)»، موضحاً ان ناشط في مدينة درعا «اتهم السلطات السورية باغتياله لانه كان يساعد الثوار». غير ان وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) افادت ان مساعداً أول من قوات حفظ النظام «استشهد امس بعد قيام مجموعة إرهابية مسلحة باختظافه من منزله» في قرية في درعا جنوب البلاد. وأضافت: «عثر على جثة المساعد أول عبدالرحمن البريدي الذي اختطفته مجموعة إرهابية مسلحة من منزله في قرية عتمان شمال مدينة درعا، ملقاة على أحد الطرق الزراعية بالقرب من مدينة طفس. ولدى معاينة جثة الشهيد البريدي تبين اصابته بطلق ناري في الصدر ولوحظ عليها اثار تنكيل وتعذيب في أنحاء مختلفة من جسمه». وفي محافظة حلب في شمال سورية، قالت الوكالة ان عنصراً من حفظ النظام اليوم «اصيب في انفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة في حي صلاح الدين. وصادف مرور العنصر بالقرب من مكان انفجار العبوة التي كانت مزروعة قرب حاوية للقمامة»، مشيرة إلى ان «الانفجار أدى أيضاً لالحاق أضرار مادية بسيارة كانت متوقفة بالمكان». وفي حماة وسط البلاد، «انفجرت عبوتان ناسفتان بحيي القصور والعليليات دون وقوع اصابات»، وفق «سانا». وأضافت (سانا): «كما انفجرت عبوة ناسفة في حي جبيلي بدير الزور دون وقوع أضرار». إلى ذلك وفي بيان منفصل، طالب المرصد السوري السلطات السورية «بالكشف عن مصير القيادي المعارض محمد جبر المسالمة (المعتقل منذ 14 كانون الثاني - يناير) والافراج الفوري وغير المشروط عنه». وأوضح المرصد ان المسالمة (70 عاماً) هو عضو هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغير الوطني الديموقراطي ويشغل منصب الامين العام لفرع حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي المعارض بمحافظة درعا. كما اشار الى انه اعتقل مرتين منذ انطلاق الثورة السورية، من 20 إلى 24 آذار (مارس) ومن 25 نيسان (ابريل) الى 17 ايار (مايو) ويعاني من عدة أمراض وخضع لعملية قلب مفتوح. وعبر المرصد عن تخوفه على مصير السوري حسام احمد النابلسي الذي اعتقلته اجهزة الامن السورية خلال كمين قرب قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس (غرب) في 31 كانون الاول (ديسمبر) 2011، وفق المرصد مع مواطن يدعى محمد جلول. وعبر المرصد عن خشيته من ان يكون النابلسي قد فارق الحياة «بعد تسريب شريط مصور من داخل المعتقل يظهر تعرضه للتعذيب الجسدي والنفسي على يد جلاديه»، مطالباً «بالكشف الفوري عن مصير النابلسي وجلول وتقديهم جلاديهما الى المحاكمة».