أكدت موسكو دعمها الفلسطينيين في مسعاهم الى الحصول على عضوية كاملة في الأممالمتحدة، وأكد الرئيس ديمتري مدفيديف خلال محادثات أجراها أمس مع نظيره الفلسطيني محمود عباس على «تفهّم موسكو للمطالب الفلسطينية في شأن ضرورة وقف الاستيطان من أجل الذهاب إلى مفاوضات حقيقية تؤدي إلى نتائج». وبدأ عباس الذي يزور موسكو ضمن جولة أوروبية، محادثاته في العاصمة الروسية أمس بلقاء مع وزير الخارجية سيرغي لافروف تركزت على الجهود المبذولة من أجل دفع عملية السلام في المنطقة والدور الذي تقوم به اللجنة الرباعية الدولية في هذا الاتجاه، قبل ان ينتقل إلى مقر إقامة الرئيس الروسي حيث عقد الجانبان جلسة محادثات موسكو، استهلها عباس بتسليم نظيره الروسي نص قرار فلسطيني بإطلاق اسم «الرئيس ديمتري مدفيديف» على شارع رئيسي في مدينة أريحا. وأوضح عباس أن «سكان المدينة اتخذوا القرار بإطلاق اسمكم على شارع رئيسي يمر بين المتحف الروسي وشجرة زكا العشار ليكون رمزاً للصداقة بين شعبينا». واعتبر مدفيديف الحدث «دليلاً على عمق العلاقة التي تربط بين الشعبين»، منوهاً للأهمية التي توليها بلاده لعلاقاتها «التي بلغت مرحلة متقدمة جداً ومتميزة مع فلسطين». وفي الشق السياسي من اللقاء، تطرق الجانبان إلى «ثلاثة محاور أساسية»، كما قال السفير الفلسطيني لدى موسكو فائد مصطفى هي «مسألة الاستعصاء الذي وصلت إليه عملية السلام بسبب التعنت الإسرائيلي وسبل دفع الجهود المبذولة على خلفية نشاط اللجنة الرباعية الدولية، إضافة إلى موضوع المصالحة الفلسطينية، وملف التعاون الثنائي الذي توليه السلطة أهمية كبرى، بينما تركز المحور الثالث على الوضع الإقليمي في المنطقة العربية وآفاق تطورات الموقف فيها». وكان الكرملين مهّد للمحادثات بالإعلان عن نية مدفيديف مناقشة الوضع الذي تواجهه عملية التسوية في ضوء ما شهدته بداية عام 2012 من اتصالات مباشرة أجريت بين الإسرائيليين والفلسطينيين في عمان بمساعدة «الرباعية» والأردن، وفي سياق تطورات الوضع في الشرق الأوسط، إضافة إلى التعاون المشترك، خصوصاً على صعيد «العون الروسي للفلسطينيين لإنشاء مؤسسات السلطة وتحسين الوضع الاقتصادي والإجتماعي». وقال ل «الحياة» رئيس الكتلة النيابية لحركة «فتح» عزام الأحمد الذي يرافق عباس في جولته، إن الجانب الفلسطيني «مرتاح تماماً» لنتائج المحادثات مع الروس. وأوضح أن موسكو أعربت عن «تفهّم كامل من جانب الروس للموقف الفلسطيني تجاه التسوية، وأبدت رغبة روسية قوية في إحياء عملية سلام جديدة وحقيقية تؤدي إلى نتائج ملموسة». وزاد الأحمد أن «الروس أظهروا أنهم يعون تماماً الملاحظات والأسس التي طرحها الرئيس الفلسطيني من أجل تحقيق ذلك، خصوصاً على صعيد المطلب الفلسطيني في شأن ضرورة وقف الاستيطان من أجل التمهيد لمفاوضات جادة وليس مجرد الذهاب إلى مفاوضات ضبابية تشكل مضيعة للوقت». ولفت إلى قناعة الفلسطينيين بأن الموقف الروسي «يتميز عن مواقف باقي أعضاء الرباعية، خصوصاً الولاياتالمتحدة»، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يعتبرون «موسكو صمام أمان لتصحيح المسارات الخاطئة التي وقعت بها مراراً الرباعية». وعن الملف الفلسطيني الداخلي، قال عزام إن الجانب الفلسطيني «لمس حرصاً روسياً على ضرورة إنهاء حال الانقسام وإنجاز المصالحة الداخلية»، مشيراً إلى أن موسكو «أبدت استعداداً كاملاً لتقديم مساعدات مباشرة في هذا الشأن»، في إشارة إلى احتمال أن تستضيف موسكو مجدداً لقاءات حوار فلسطينية كما حدث قبل شهور.