تُعقد اليوم في القاهرة قمة ثلاثية تجمع الرئيسيْن المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في إطار المشاورات العربية الخاصة بإطلاق المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، في وقت كشفت مصادر فلسطينية مطلعة ل «الحياة» ان الجانب الاميركي أبدى انفتاحاًَ على الاقتراح الفلسطيني في شأن إعلان اللجنة الرباعية مرجعية المفاوضات على اساس بيانها الصادر في 19 آذار (مارس) الماضي، موضحة ان السلطة الفلسطينية تنتظر موافقة اسرائيل على هذا الاقتراح تمهيداً لإطلاق المفاوضات الشهر المقبل. من جانبها، اعلنت الجامعة العربية انها بانتظار الرد الاميركي على شروطها في شأن بدء المفاوضات المباشرة، مضيفة انها تدعم موقف عباس تماما في شأن وجود مرجعيات للتفاوض. وعشية القمة الثلاثية في القاهرة، عقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لقاء مع المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل اعلن خلاله انه يريد أن يبدأ الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي على وجه السرعة محادثات سلام كاملة، مضيفا: «هلا بدأنا... فلنشرع في المحادثات... هذه رسالتي بأكملها... ما أقوله منذ عام ونصف العام هو فلنشرع في المحادثات». من جانبه، قال ميتشل لنتانياهو: «نشاركك هدفك». وقال ل «الحياة» عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، رئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد ان الإدارة الأميركية تجري اتصالات حالياً مع كل الأطراف، خصوصا العرب، لافتاً الى ان «الأميركيين يحاولون استخدام العرب للضغط علينا». لكنه اعرب عن اطمئنانه الى الموقف العربي، خصوصاً موقف مصر التي قال انها «متفهمة لموقفنا الذي نريده وهو أن يكون أساس المفاوضات بيان اللجنة الرباعية»، لافتاً إلى أن فكرة اللقاء الثلاثي تأكيد لهذا الأمر. وكشف ان ميتشل حاول خلال زيارته الأخيرة للمنطقة أن يأخذ من الفلسطينيين موعداً لبدء المفاوضات المباشرة، مشيرا الى ان الفلسطينيين تمسكوا بضرورة وجود مرجعية للتفاوض، وقال: «لم يرُد الأميركيون علينا واكتفوا بالقول إنهم متفهمون لموقفنا، لكنهم يحتاجون إلى مزيد من الاتصالات». في هذا الصدد، كشف مسؤولون فلسطينيون في رام الله ان الجانب الأميركي أظهر للمرة الاولى انفتاحاً على الاقتراح الفلسطيني الخاص بإعلان اللجنة الرباعية. واوضح مسؤول رفيع ل «الحياة» ان موافقة الجانب الاسرائيلي على هذا الاقتراح ستؤدي الى اطلاق المفاوضات المباشرة مطلع الشهر المقبل. وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ان نتائج الاتصالات الفلسطينية - الاميركية ستتضح خلال الأيام المقبلة، موضحا ان «اللجنة الرباعية تشكل مرجعية مناسبة للعملية السلمية، ونحن نعمل على ان يكون هناك دور للجنة في معالجة القضايا التي تخص جدول اعمال المفاوضات والنشاطات التي تمس بالعملية السياسية مثل الاستيطان». واضاف ان الرئيس عباس «يعتبر الاستيطان خطاً أحمر لا يمكن التعايش معه». يذكر ان بيان اللجنة الرباعية الذي صدر في 19 آذار (مارس) الماضي في موسكو ينص على ان اللجنة «تعتقد بأن هذه المفاوضات يجب أن تؤدي الى تسوية يتم التوصل اليها عن طريق التفاوض في غضون 24 شهرا تنهي الاحتلال الذي بدأ العام 1967 وتسفر عن ظهور دولة فلسطينية مستقلة ديموقراطية قابلة للحياة تعيش جنباً الى جنب في سلام وأمن مع اسرائيل وجيرانها الآخرين». وجاء فيه ايضا: «تحض اللجنة حكومة اسرائيل على تجميد كل الأنشطة الاستيطانية، بما في ذلك النمو الطبيعي وتفكيك المواقع الاستيطانية التي أقيمت منذ آذار عام 2001 والكف عن عمليات الازالة والإجلاء في القدسالشرقية»، كما «تدين اللجنة الرباعية قرار حكومة اسرائيل المضي قدما في التخطيط لبناء وحدات سكنية جديدة في القدسالشرقية، وتؤكد مجددا نيتها مراقبة التطورات في القدس عن كثب، وان تضع في الاعتبار الخطوات الإضافية التي قد تكون مطلوبة للتعامل مع الوضع على الأرض».