علمت «الحياة» أن الكرملين أدخل تعديلاً على برنامج زيارة الرئيس ديمتري مدفيديف التي كان مقرراً ان تبدأ في 17 الشهر الجاري إلى منطقة الشرق الأوسط، يقضي باستثناء إسرائيل من جدول الزيارة والاقتصار على الأردن وفلسطين، بسبب طلب إسرائيلي بتأجيل موعد الزيارة. وفي سابقة ستكون الأولى من نوعها، أبلغت السلطات الروسية الطرف الفلسطيني أن زيارة مدفيديف ستتم من دون المرور باسرائيل، وهذه اول مرة يقوم فيها زعيم دولة كبرى بزيارة فلسطين من دون ان تكون اسرائيل مدرجة على جدول الزيارة. وقال السفير الفلسطيني لدى موسكو فائد مصطفى ل»الحياة»، إن الجانب الروسي أكد للفلسطينيين حرصه على عقد القمة الفلسطينية – الروسية في هذه المرحلة، ورغبته بعدم تأجيلها، بصرف النظر عن الموقف الاسرائيلي. وكان مقرراً أن تبدأ جولة مدفيديف في اسرائيل في 17 الشهر الجاري، على ان ينتقل في اليوم التالي الى اريحا للقاء الرئيس محمود عباس، ثم يختتم زيارته إلى المنطقة في ثالث ايامها بزيارة الى الاردن يجري خلالها محادثات مع الملك عبد الله الثاني. لكن تل ابيب طلبت تأجيل موعد الزيارة بسبب إضرابات النقابات التي طاولت القطاع الديبلوماسي. وقال الديبلوماسي الفلسطيني إن تل أبيب بعثت رسالة بهذا الشأن الى موسكو، لكنها سارعت في الاعلان عن تأجيل الزيارة برمتها قبل الحصول على رد رسمي من الطرف الروسي، وهو أمر أثار استياء الكرملين، وأسفر عن اتخاذ قرار باستثناء اسرائيل من جدول الزيارة، مع تأكيد عزم مدفيديف دخول الاراضي الفلسطينية مباشرة من الاردن بعد ادخال تعديل يقضي بأن تكون عمان المحطة الأولى للزيارة في 18 الشهر الجاري. وأوضح مصطفى أن الرئيس عباس طلب ابلاغ موسكو «تقديره لشجاعة الموقف الروسي»، وانه قرر إلغاء مشاركته الشخصية في القمة الاقتصادية العربية التي تنعقد في شرم الشيخ في 19 المقبل ليكون في استقبال مدفيديف لدى وصوله، على ان ينتدب موفداً خاصاً للمشاركة في القمة الاقتصادية. ويرجح ان ينتقل مدفيديف من عمان الى أريحا على متن مروحية، أو أن يدخل الاراضي الفلسطينية مباشرة عبر جسر الملك حسين. ويولي الجانب الفلسطيني، الذي أشاد بالموقف الروسي، أهمية كبرى للزيارة التي سيتم خلالها توقيع اربع اتفاقات تعاون على الصعد الاعلامية والديبلوماسية والزراعية والرياضية. وكانت الخارجية الروسية أبلغت مفوض العلاقات الدولية في حركة «فتح» نبيل شعث، الذي زار موسكو أخيراً، أن روسيا تتطلع خلال زيارة مدفيديف الى تأكيد دعمها «لأي خيار تتخذه السلطة الفلسطينية». وفي الشق السياسي، أعربت موسكو عن توجهها لتنشيط دورها في عملية السلام ومحاولة البحث عن مخارج من المأزق الراهن. وبحسب الديبلوماسي الفلسطيني، فإن لدى موسكو «توجهاً لعقد لقاء دولي في العاصمة الروسية تم التوصل الى تصور كامل بشأنه وينتظر أن يمهد لتنفيذ فكرة المؤتمر الدولي التي كانت مطروحة في السابق». وأوضح مصطفى أن الطرف الروسي بدأ مشاورات من أجل تنفيذ الفكرة وتحديد موعد توجيه الدعوات للأطراف التي ستدعى لحضور اللقاء، الذي سارع الجانب الفلسطيني إلى الترحيب بعقده في أي وقت. وينتظر أن توجه الدعوات لحضور اللقاء، الذي «لا يعدّ بديلاً عن الجهود المبذولة حالياً لعقد اجتماع خاص للرباعية الدولية»، إلى اعضاء اللجنة الرباعية والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ولجنة المتابعة العربية وعدد من البلدان الاقليمية، التي ذكر الروس منها تركيا والنرويج واليابان.