قال مفكرون أميركيون على هامش محاضرة في مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث إن طريق الخروج من الأزمة التي يواجهها العالم الآن في شتى المجالات ليس مرصوفاً بالورد، واضعين خريطة طريق لهذه الأزمات عموماً، مع التركيز على القضايا العربية خصوصاً. وأوضح رئيس مركز الملك فيصل للدراسات الأمير تركي الفيصل ل«الحياة»، «أن هناك من يروج الآن للحرب على إيران، سواء في واشنطن أو في أماكن أخرى، لكن الكل يعلم أن سياسة السلام هي السياسة السعودية، وهي التي تسعى لها كل دول الخليج». فيما أكد وزير الخارجية الأردني السابق الدكتور مروان المعشر «إنه لا يعتقد أن هناك خريطة طريق أميركية للعالم العربي، فالولايات المتحدة تفاجأت كغيرها لما حصل في المنطقة، والأوضاع في الدول العربية ليست في مستوى واحد وكل دولة عربية لها خصائص محددة»، وقال ل«الحياة»: «إن هناك متابعة أميركية لما يحدث في المنطقة وهي التي أسمت الثورات بالربيع العربي»، مضيفاً: «كان هناك أمل ساذج أنها ستزهر مباشرة، ولكن تبين أن الموضوع معقد أكثر من ذلك، وان الديموقراطية لا تزهر بين ليلة وضحاها، والشعب كان يتوقع انتقال السلطة بسرعة لكنهم أدركوا أن الموضوع أكثر تعقيداً». وقال المعشر إن بشار الأسد سيغادر السلطة بأي حال، لكن السؤال هو متى؟ وهو صعب الجواب لأن هذا النظام فقد شرعيته وعليه أن يغادر، فهو يعيش على هامش شعبه وقد انتهى وفقد حياته، وفي الدراسات كان بشار من ثلاث سنوات لديه نسبة تأييد 59 في المئة والآن اقل من 29 في المئة وهو في الحضيض، ونأمل من الجامعة العربية أن تقوم بدور، وأنا أقول بشكل غير ديبلوماسي أنه سيسقط لا محالة. وأكدت رئيسة مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي الدكتورة جيسيكا ماثيوس في مداخلة لها أن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي لم يشهد أي حسم هذا العام، وهذا يدل بحسب قولها على أن الإدارة الأميركية لا ترى أفقاً للحل، موضحة أن الأزمة السورية تمثل مأساة إنسانية، ونقطة الضوء فيها هو اتفاق الشرق والغرب على وصف المأساة، مضيفة أنها تعتقد أن تهديد إيران بغلق مضيق هرمز أمام الملاحة النفطية غير جاد، مؤكدة أنها ليست المرة الأولى التي تهدد طهران بذلك، موضحة أن «التهديد الكبير هو وجودها في العراق، وبالمقابل فان أكبر تهديد لإيران هو سقوط النظام في سورية، والتي معها ستفقد شريكاً مهماً قد ينجيها من نير العقوبات التي بدأت آثارها تتضح في الواقع الإيراني»، وقالت ماثيوس إنه لا يمكن التكهن بما يحدث في السياسة، فهي عمل إنساني يخضع لتحركات الجماعات.