طالب رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي في القدس حكوماتهم بالعمل على حماية الوجود الفلسطيني في مدينة القدسالشرقيةالمحتلة وتعزيزه، وإنشاء ممثلية لمنظمة التحرير الفلسطينية في المدينة المقدسة. وقال مسؤول أوروبي رفيع ل «الحياة» إن رؤساء البعثات الديبلوماسية الأوروبية وضعوا هذا التقرير بعد سلسلة مشاورات واجتماعات. وأوضح أن مبعث هذا التقرير هو القلق من قيام إسرائيل بتقويض أسس حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الممكن والمتاح للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. وقال إن الاتحاد الأوروبي أصدر العام الماضي تقريراً مماثلاً عن البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية الذي يهدد أيضاً بتقويض حل الدولتين. وكشف أن الاتحاد الأوروبي قرر زيادة الأموال المخصصة لتعزيز الوجود الفلسطيني في القدس وفي المنطقة (ج) الخاضعة إدارياً وسياسياً للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية. وقال إن حجم المساعدات الأوروبية للقدس ارتفعت العام الماضي إلى 15 مليون يورو، مشيراً إلى أنها كانت في العام الذي سبقه عشرة ملايين يورو. وتابع أن دول الاتحاد الأوروبي زادت أيضاً من قيمة مشاريعها في المنطقة (ج) إلى 11 مليون يورو. وقال إن مشاريع الاتحاد في القدس تشمل تمويل مركز قانوني لتقديم استشارات للمواطنين الفلسطينيين للحفاظ على ممتلكاتهم التي تتعرض للمصادرة والتهويد، وتوسيع الخدمات الصحية. وفي ما يتعلق بالمنطقة (ج)، أوضح أن التمويل يهدف إلى توفير خدمات مياه وصحة وتعليم وتعويض المزارعين الفلسطينيين عن الخسائر التي تلحق بهم نتيجة الإجراءات الإسرائيلية. التقرير الأوروبي وطالب رؤساء البعثات الأوروبية في التقرير المشترك الذي أعدوه ووجهوه إلى حكومات بلادهم، بالعمل على مواجهة الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى ضم القدسالمحتلة، وتحويل هويتها الفلسطينية إلى هوية يهودية. كما طالبوا بتشجيع افتتاح مكاتب لمنظمة التحرير في القدسالمحتلة ودعمها، وزيارة مسؤولين أوروبيين للمدينة، وزيادة زيارات قادة منظمة التحرير لدول الاتحاد الأوروبي. ودعوا أيضاً إلى وقف أي علاقة اقتصادية مع إسرائيل إذا كانت تعود بالنفع على المستوطنات وعلى المشروع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدسالشرقية. وبيّن تقرير رؤساء البعثات الأوروبية أن إسرائيل تعمل على تهجير المسيحيين في القدس للخارج، مشيراً إلى أن السلطات الإسرائيلية رفضت تسجيل الآلاف من الأطفال المقدسيين بحجة أن أحد الوالدين ممن يحملون بطاقة إقامة خارج القدس. وأوصى التقرير دول الاتحاد الأوروبي بإعداد قائمة سوداء بأسماء المستوطنين الذين يعتدون على الفلسطينيين، ومنعهم من دخول الدول الأوروبية، وتشريع القوانين التي تمنع تحويل الأموال من منظمات أوروبية إلى البناء الاستيطاني في القدسالشرقية. وطالب التقرير قادة الاتحاد الأوروبي الذين يزورون القدسالمحتلة بعدم الموافقة على انضمام ممثلين من السلطات الإسرائيلية خلال هذه الزيارات. كما طالب شركات السياحة في أوروبا بعدم التعامل مع شركات إسرائيلية تعمل في القدسالمحتلة ورفع مستوى الوعي الجماهيري في الاتحاد الأوروبي لمقاطعة منتجات إسرائيلية مصدرها المستوطنات أو القدسالمحتلة. وكان ممثلو الاتحاد الأوروبي طالبوا في تقرير سابق دولهم بالعمل في المنطقة (ج) التي تشكل 60 في المئة من مساحة الضفة. وأعرب رؤساء البعثات عن قلقهم من ازدياد البناء الإسرائيلي شرق القدس، مؤكدين أنه من دون تقسيم القدس لتكون عاصمة للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، فإنه لا يمكن تحقيق السلام المستقر بين إسرائيل والفلسطينيين.