نيويورك، واشنطن -»الحياة»، أ ف ب - أخفق مجلس الأمن الدولي في التوصل الى تفاهم حول اصدار قرار يتعلق بسورية. وأعلن ديبلوماسيون ان محادثات في مجلس الامن بشأن مشروع قرار روسي حول الوضع في سورية استمرت اكثر من اربع ساعات من دون ان يقترب اعضاء المجلس من اتفاق. وبحث خبراء من الدول ال 15 الاعضاء في المجلس النص الروسي الجديد الذي اشتمل على تغييرات طفيفة للمشروع السابق الذي تقدمت به روسيا في في كانون الاول (ديسمبر) التي اقترحتها الدول الاوروبية والولاياتالمتحدة في وقت تزايدت فيه الانتقادات حول عجز الأممالمتحدة امام اعمال العنف في سورية. وقال ديبلوماسي غربي من بلد ضالع في هذه المحادثات: «أُجريت محادثات لأكثر من اربع ساعات ولكنها لم تتناول الا فقرات مقدمة» النص. وقال ديبلوماسي غربي آخر فضّل عدم الكشف عن هويته: «لا يُبذل فعلاً أي جهد لردم الهوة» بين مختلف وجهات النظر. واستعملت روسيا والصين حق النقض لمنع تمرير قرار صاغه الاوروبيون لادانة سورية حيث تقول الاممالمتحدة ان 5400 شخص قتلوا في حملة القمع التي يشنها النظام ضد المحتجين منذ آذار (مارس). وقبل بدء المشاورات، قالت الولاياتالمتحدةوفرنسا والمانيا ان مشروع القرار الروسي غير مقبول فيما لم يدل السفير الروسي في الأممالمتحدة بأي تصريح، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد امس ان موقف الدول الغربية تجاه سورية «منحاز الى طرف واحد». وتعارض موسكو بشدة أي تدخل في الازمة السورية كما ترفض فرض حظر من قبل مجلس الامن الدولي حول تسليم اسلحة الى سورية. وتحتفظ روسيا بقاعدة بحرية في ميناء طرطوس السوري ولا تزال المزود الرئيسي بالاسلحة لدمشق. إلى ذلك، اعلن الناطق باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان مشروع القرار الروسي حول سورية يستدعي «المزيد من الجهود» للتوصل الى نص يدين نظام الرئيس بشار الاسد. وقال: «من الواضح انه يتعين بذل المزيد من الجهود وفقاً لما رأيناه حتى الان». واضاف الناطق: «سنعمل بهدف التوصل الى قرار يلقي المسؤولية على نظام الاسد، ويدعم بالتأكيد جهود جامعة الدول العربية ايضا... اننا مسرورون لأن الروس أبدوا رغبتهم في بحث ذلك، والعمل معنا» على هذا الموضوع. ورأت فرنسا من جانبها ان مشروع القرار الروسي الجديد «بعيد جداً عن الاستجابة لحقيقة الوضع» القائم في سورية، في حين قالت برلين انه «لا يصل الى حيث يجب ان يصل». وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه كان على مجلس الامن الدولي ان يصدر قراراً حول سورية منذ زمن طويل، محملاً روسيا مسؤولية عرقلة اصدار قرار من هذا النوع. وقال هيغ امام النواب: «عندما حاولنا في الرابع من تشرين الاول (اكتوبر)، اصطدم قرارنا بفيتو روسي وصيني. لست متفائلا ازاء تطور موقف روسيا في الوقت الحالي». وتابع: «لكننا سنواصل نقاشاتنا مع روسيا واعتقد انه في حال توجهت الجامعة مباشرة الى مجلس الامن سيساعد ذلك».