هدد زعيم «صحوة العراق» الشيخ احمد أبو ريشة بتجديد السعي إلى تحويل محافظة الأنبار إلى إقليم إذا لم تنفذ كل المطالب التي وضعها شيوخ المحافظة على طاولة رئيس الوزراء نوري المالكي. وبدأت بعض الأطراف السنية تتحدث صراحة عن إنشاء دولة مستقلة في المنطقة الغربية ،عازية رفع سقف مطالبها إلى ما تسميه «طائفية رئيس الوزراء والأحزاب الشيعية الأخرى وارتباطها بإيران، فضلاً عن سياسة التهميش والإقصاء التي تمارس ضد السنة». لكن أبو ريشة أكد أن «أهالي الأنبار ضد تقسيم العراق وسنبقى صمام أمان لوحدته». وقال ل»الحياة» إن «الأنبار لا تبحث عن تقسيم ولن تسمح به لكننا نريد إقليماً إدارياً نمارس فيه صلاحياتنا بموجب الدستور»، مبدياً استغرابه الشديد ل»رفض المالكي طلب إنشاء الإقليم، على رغم انه كان احد أعضاء اللجنة التي كتبت الدستور». وأضاف أن «المحافظة متجهة نحو التحول إلى إقليم بكل الأحوال لاسيما أن مجلسها لا يصدق وعود تنفيذ مطالبه». وتابع أن «قائد عمليات الأنبار رفض إخلاء القصور الرئاسية وتسليمها إلى المحافظة، على رغم الأمر الذي أصدره المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة،» لافتاً إلى أن «اللجنة التي شكلت لتنفيذ المطالب منذ 8 أيام لم تحقق شيئاً حتى الآن ولم يبق إلا 6 أيام لتحقيقها». وعزا التأخير إلى «عدم رغبة بعض الوزارات تنفيذ المطالب»من دون أن يسمي تلك الوزارات. وكان المالكي أصدر أول من امس توجيهات إلى الوزارات بتنفيذ مطالب أهالي محافظة الأنبار»المشروعة». ونقل بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء على هامش استقباله عدداً من شيوخ عشائر ووجهاء محافظة الأنبار قوله إن «التوجيهات صدرت إلى الوزارات والدوائر المختصة بتنفيذ المطالب المشروعة لأهالي محافظة الأنبار ومنها تحويل قاعدة الحبانية إلى مطار مدني، وإعادة مصفى حديثة وصيانة الطريق الدولي المار في مركز المحافظة وتعويض المزارعين وباقي المتضررين». وأكد المالكي أنه «سيعمل على تلبية مطالب المحافظة التي لم تجد طريقها إلى التنفيذ حتى الآن، بما يوفر حياة كريمة لجميع أهاليها». لكن مجلس محافظة الأنبار اتهم المالكي ب «التنصل من الوعود التي قطعها وعدم تنفيذ أي من مطلب»، ملوحاً ب»إعلان المحافظة إقليماً خلال الأيام المقبلة». وأبرز المطالب انسحاب قوات الجيش إلى خارج المدن وعدم الاعتماد على المعلومات التي يدلي بها المخبر السري في أوامر الاعتقال، وإعادة التوازن في توزيع التعيينات، خصوصاً في وزارتي الداخلية والدفاع والكليات العسكرية والشرطة والطيران، وإطلاق الأبرياء فوراً وتحويل قاعدة الحبانية الجوية إلى مطار مدني وتعويض المتضررين من الأعمال المسلحة وإنشاء محطات للطاقة الكهربائية أسوة بالمحافظات الوسطى والجنوبية والتوزيع العادل لثروات المحافظة. وكان مجلسا محافظتي صلاح الدين وديالى قررا العام الماضي تحويل المحافظتين إلى إقليم إداري واقتصادي. لكن أبو ريشة اكد أن «الأنبار ستطالب بإقليم كامل يتكون من برلمان ورئاسة وزراء ولن تتحد مع أي محافظة عدا محافظة كربلاء إذا أراد مجلس محافظتها الاتحاد معنا وتشكيل إقليم لأننا لا نريد إقليماً طائفياً». وكان النائب عن «ائتلاف دولة القانون» جواد البزوني اعلن أن «منح المحافظات حرية إنشاء الأقاليم وفق الآليات القانونية والدستورية سيضفي استقراراً واضحاً في مختلف المجالات»، مبيناً أن «حل أزمات العراق سيكون في إنشاء الأقاليم».