أصبح متحف بيلي كرم للسيارات في منطقة ذوق مصبح، وهو الجديد من نوعه في عالمنا العربي، مقصداً للزوار اللبنانيين والعرب والأجانب بعد أن دخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية ثلاث مرات كانت الأخيرة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عندما سجّل رقم 27777 سيارة. فعلى مساحة 1500 متر تمتد على ثلاث طبقات، توّزعت الآف السيّارات الرياضية والكلاسيكية وارتفعت الطائرات الحربية والمدنية... وظهرت مجسّمات لمعارك استخدمت فيها دبابات وصواريخ، فضلاً عن سفن وبواخر وزوارق وغيرها! يستقبل نبيل كرم زوّار متحفه المجاني بترحاب ودماثة، فالبطل اللبناني المخضرم سهر سنوات على جمع هذا الكمّ الكبير والمتنوع من السيّارات وغيرها، ويقول: «منذ صغري أحببت الطائرات والسفن الخشبية وعملت الكثير منها، لكنها سرقت من منزلي في بيروت خلال الحرب وبقي لي من المجموعة سفينة واحدة أحتفظ بها كتذكار، فأنا أحب التذكارات وأحبّذ أن يترك المرء شيئاً وراءه لنفسه ولبلده». ولا بدّ قبل الشروع في الحديث عن المتحف أن نعود إلى بطل سباقات الراليات العالمي نبيل كرم فنسأله عن بدايات مشاركاته في الراليات، فيجيبنا وهو يقف إلى جانب مجموعة من السيارات الغالية على قلبه: «قبل 31 عاماً شاركت في أول سباق مع أن الأهل كانوا يعارضون الفكرة. لكني اشتغلت على نفسي وصممّت على خوض غمار هذا المجال الذي كان يستهويني منذ الصغر، فاشتريت سيّارة وشجعّني صديقي ميشال عرمان عندما وجد عندي رغبة شديدة تشدّني إلى عالم السيّارات. وكانت المشاركة الأولى لي في الولاياتالمتحدة الأميركية حيث شاركت في أول سيّارة «بورش» أقتنيتها العام 1986. ورغم أني ضربتها مرتين وعانيت كثيراً فقد استطعت الفوز للمرة الأولى... ومن يومها أطلق عليّ لقب بيلي كرم». ولعلّ بيلي كرم نجح في تجسيد إنجازاته، لا بل أحلامه، في متحفه الفريد من نوعه عالمياً والذي دخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية بعد أربع سنوات من العمل المضني. تعود بدايات مشوار كرم مع نماذج السيارات والطائرات والسفن إلى ما قبل الحرب اللبنانية، وهو كان أنجز مجموعة مميزة منها لكنها سرقت خلال الحوادث في بيروت. بعد ذلك لم يقنط، وعاد لصنع أو جمع السيّارات وغيرها في منزله ومكتبه حتى غصّت الخزائن بها... عندها فكّر بتأسيس هذا المتحف. 27777 سيّارة معظمها يحمل اسم «بيلي كرم»، فضلاً عن مئات الطائرات والسفن والدمى وغيرها، جمعها في متحفه الفريد. وهكذا حطّم بطل الراليات مجدداً الرقم القياسي العالمي في هذا المضمار متفوقاً على الرقم العالمي السابق للأرجنتيني سيرغيو جولدفارغ الذي جمع 12 ألف سيارة. يقول: «حضرت مهرجان التبولة والحمص ودعيت أعضاء اللجنة لزيارة متحفي، وفعلاً تمتّ الزيارة وسط دهشتهم التي ترجمت عندما أتاني الجواب أن متحفي هو الأكبر. وخلال شهر قمت بتحضير الملفّ الكامل، وتمت عمليات الإحصاء بحضور قاضي ومندوب «غينيس» ولجنة متخصصة. وفي تشرين الثاني 2009 أصبحت الأول عالمياً ونلت دبلوم Biggest Number of Model Cars in World، والرقم المهم الذي أحرزته كان في احتفالية جديدة كرّست اسمي في «غينيس» ب 27777 سيارة. وبالإضافة إلى المجسمات في داخل المتحف، سيتمكن الزائر من مشاهدة سيّارة «البورش» الأولى العزيزة على قلبه مع كامل عدة السباق، وكذلك مجموعة منتخبة من السيارات الكلاسيكية والرياضية القديمة المعروضة في الباحة الخارجية.