المشهدان الثقافي والرياضي في وطننا متشابهان، ففي الوقت الذي ننتظر فيه منهما الحراك والانتصارات، أصبحنا نستفيق على انتكاسة تلو الأخرى فواقعهما مزرٍ نعايشه الآن، وتحولت ثقافتنا ورياضتنا من القاعات والمنصات والملتقيات الثقافية والملاعب إلى مواقع التواصل والصحف والمنتديات، ويا ليتها بالإيجاب (ليس على وجه العموم). ندعو إلى تقبل (الآخر) والتعايش معه، ونحن لم نقبل أو نتعايش مع بعضنا البعض، بل نرفض ونركل «ذواتنا». محمود تراوري ما أن ينتعش النصر «فنياً»، إلا وتعيده الإدارة لدوامة الصراعات بتصريحات إعلامية تجر الجميع إلى خارج الملعب، فيعود النصر إلى نقطة الصفر والفوضى، من دون أن تأخذ مساحة التصحيح حقها كاملاً. خلف ملفي النصر يصرف ملايين على لاعبيه الاجانب والمحليين وعلى الأجهزة الفنية والإدارية والطبية، وهو الآن بصدد استقطاب لاعبين سيكلفون الخزانة او التبرعات الشيء الكثير، وحتى المبادرات الشخصية تعتبر في العرف النصراوي تأكيد انتماء للنادي وتأكيد محبة، لكنها لن تحل أزمة النصر، وكل ما نرجوه ان تكون مثل هذه الأمور داخل إطار النادي كما يفعل المتبرعون بسخاء من اشتراطهم عدم الإفصاح عن هوياتهم، اما ان يستغل أي منبر إعلامي لأمور غير مفهومة تفسر بأنها شخصية صرفة، فهذا أمر يدعو الى حال الاستغراب ويعكس الحال المتردية للسياسة النصراوية وهبوط مستوى الخطاب، فلابد ان يكون للنصر حدود تنظم الشفافية المراد إيصالها للرأي العام النصراوي. سليمان الجمهور كثيرون في أندية مختلفة كانوا يضعون التحكيم وأشياء أخرى شماعة لفشلهم ولأخطائهم وتبريراً للخروج من مأزق قول الحقيقة، حتى أصبحوا يتكئون على إرث كبير من الأعذار، فالفرق الكبيرة تتعرض لهزات في مباراة ويرتكب في حقها أخطاء تحكيمية وتنظيمية ولكنها تملك أدوات تمكنها من العودة، وفرق أخرى لا تملك أي أدوات ولا تحاول أن تصحح الأخطاء، وكل ما يميزها بأنها تتكئ على إرث كبير من التبريرات والأعذار، وهذه النوعية من الفرق هي التي ضلت الطريق وضللت معها جماهيرها. حسن عبدالقادر