في حوار مع أربعة برازيليين بعد الكارثة الألمانية كانت الجملة الوحيدة المشتركة «ننتظر خسارة الأرجنتين»، بالنسبة إليهم بدا الأمر وكأن فوز الأرجنتين بلقب تقيمه بلادهم هو الكارثة الحقيقية، وكأن سقوطهم للمرة الأولى بنتيجة كهذه حدث جانبي لا يستحق كل ما أعقبه من ضجيج. «سقوط البرازيل بنتيجة كهذه خلف وراءه شعباً منكسراً لن يقوى حتى على الاعتراض أو الشغب»، هكذا يعلق قائد التاكسي جليبرتو خوزيه على سقوط منتخب «السامبا»، قبل أن يضيف: «لا تعتقد بأن تلك هي الكارثة، الكارثة الحقيقية هي تلك التي تهربت منها روسيف، الكارثة هي تتويج الأرجنتين بالكأس، تخيل أن تفوز الأرجنتين باللقب الذي غاب عنها طويلاً في البرازيل، ضربة كتلك ستشعل كل البرازيليين»، ويتابع: «لم أكن يوماً مؤيداً لاستضافة المونديال، على رغم أني منحت صوتي لروسيف في الانتخابات الماضية لقناعتي بحرصها على دعم البسطاء من أبناء الشعب، لكنني أخالف كل من يرى بأن هذا المونديال قادر على خدمة البرازيل». جلبرتو يعلق علم البرازيل على سيارته، يتابع المباريات حتى في أوقات قيادته لمركبته، لا ينشغل كثيراً بالمباريات التي لا يكون البرازيل طرفاً فيها، لكنه لا يفوت أية دقيقة لمباراة يلعب فيها البرازيل، لدرجة أنه قرر التخلي عن راكب كان ارتبط معه بموعد لنقله من المطار إلى الفندق، كون ذلك الموعد صادف مباراة البرازيل والمكسيك في الدور الأول من البطولة، لذلك يقول: «لم أكره كرة القدم كما أكرهها اليوم، ولن أستغرب إن رأيت الكثير من البرازيليين ممن يوافقونني المشاعر يعبرون عن غضبهم وحزنهم بطريقة مختلفة، لكنني سأكتفي بتجاهل المونديال، ولن أمنح صوتي لأحد في الانتخابات المقبلة، كل ما أتمناه اليوم ألا تعاقبنا كرة القدم بمنح الأرجنتين هذا اللقب، فتلك كارثة أكبر من أي حل».