تلقت البرازيل ضربة موجعة بخسارتها القاسية في مونديال 2014 على أرضها أمام ألمانيا (1-7)، بعدما أظهرت أداء مترهلاً في المباريات السابقة، وسيكون على الاتحاد البرازيلي أن يطلق ورشة بناء لمرحلة ما بعد سكولاري. كان لويز فيليبي سكولاري بطل العالم عام 2002، وكارلوس ألبرتو باريرا بطل العالم عام 1994، والرجلان من فريق عمل مونديال 2014، ما يجعل صدقيتهما مضمونة، ولكن وإن كان من المعروف أن أساليبهما القديمة تخطاها الزمن، فمن غير المقبول وضع المنتخب البرازيلي في مرمى النيران، إذ أقام سكولاري خليطاً من لاعبي خبرة يعرفهم ومن الشباب، والنتيجة وإن بدت مقبولة شكلاً، فإنه اعتمد أسلوب لعب يرتكز على الدفاع، مخالفاً كل التقاليد التاريخية البرازيلية، ففي عام 2002 كان اللاعبون النجوم أمثال رونالدو وريفالدو وروبرتو كارلوس وراء نجاحه. الاختيار والثبات، وهو ما أضاء عليه سكولاري نفسه عندما أشار إلى أن المنتخب الألماني يتدرب منذ نهاية مونديال 2006 بقيادة يواكيم لوف الذي كان قبل ذلك مساعداً ليورغن كلينسمان، ويكفي القول إن الرجل كان يعرف بيته الداخلي، ويدرك بالتالي كيف يمزج بين «القدامى» والشباب، وكان الاتحاد البرازيلي لكرة القدم أطلق مساراً مماثلاً مع مانو مينيزيس، الذي كلف بمهمة تحضير اللاعبين الشباب بعد كارلوس دونغا، قبل أن يعفيه من مهمته بسبب النتائج الضعيفة، وعلى الاتحاد البرازيلي هذه المرة أن يختار من دون أن يخطئ، ويبدو أن مدرب كورنثيانز السابق تيتي مرشح الاتحاد. توقع سكولاري أن «الفريق الذي خسر الثلثاء أمام ألمانيا، يحتمل أن يكون بين 12 و14 لاعباً من التشكيلة التي ستخوض مونديال 2018، وهذا هو المسار الذي يجب اتباعه، فمعظم أولئك اللاعبين سيخوضون مباريات ذات مستوى متقدم مع أنديتهم، كما سيواصلون مسيرتهم مع المنتخب»، ولكن من البديهي اتخاذ قرارات جازمة بإبعاد بعض القدامى وضعيفي الأداء من الذين منحهم سكولاري ثقته، من فريد إلى داني ألفيش وجوليو سيزار إلى جو، والأهم يجب بناء فريق يلعب بشكل جماعي وبانتظام، من دون نسيان النتائج من وقت إلى آخر! منذ العام 1994 وفي أيام دونغا بعد ذلك، تريد البرازيل أن تكون واقعية، ويجب الإقرار أن بين لقب مونديال 1970 وكوبا أميركا 1989 ثم كأس العالم 1994، لم تحرز البرازيل شيئاً، فالبرازيل أرادت أن تكون أكثر واقعية من فرق الثمانينات التي كانت تلعب جيداً من دون أن تفوز بشيء، ويأمل الكثيرون بأن تجدد البرازيل أسلوبها السابق، ودعا رودريغو كاتانو المدير الرياضي لفاسكو دي غاما في حديث إلى صحيفة «إستادو ساو باولو»، إلى «إعادة البحث في التشكيلة والثقافة الكروية والبيئة الأساسية للمنتخب، ولا يجب النظر إلى اللاعبين كقيمة تجارية فقط». إذا أرادت البرازيل أن يكون لها منتخب وطني جيد، يجب أن تكون لديها بطولة محلية جيدة مع فرق تستقطب لاعبين وتصقلهم، ولفت داني ألفيش إلى أن «على كرة القدم أن تتطور عموماً، وعلى الكرة ومحيطها أن يشهدا تحسنيات». وأضاف: «لا أريد أن أتهرب من المسؤولية، نحن جميعاً مسؤولون». وربما يكون مفيداً إعادة تنظيم الدوري البرازيلي، وربما الاطلاع على نماذج من البطولات الأخرى، بما يجعل الدوري مثمراً بشكل أفضل.