تستعد «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي» السورية للبدء بتصوير المسلسل الاجتماعي المعاصر «الأرواح العارية» مطلع الشهر المقبل. وسيجمع العمل للمرة الأولى المخرج السوري الشاب الليث حجو بالكاتب فادي قوشقجي، على أن يقوم نضال السيجري بمهمة التعاون الفني، فيما لا تزال قائمة الممثلين غير معروفة. ويدور العمل في شكل أساسي حول قضية الشك التي تنتاب الإنسان عندما تتعرض مسلماته ومعتقداته وثوابته لاهتزاز بسبب نسبه أو صداقاته أو علاقاته. ويتطرق إلى تفاصيل المجتمع السوري وخصوصاً المرأة والبنية الأخلاقية التي تحكمها. كما يسلط الضوء على عدد من المشاكل الاجتماعية ويضعها في حيّز النقاش، ويعمل على تصعيد الأسئلة وفق رؤية تنويرية معاصرة. وهو عمل اجتماعي معاصر تدور أحداثه في العاصمة السورية دمشق «في الزمن الحالي»، لكنه لا يمس في شكل مباشر الحراك الاجتماعي الجاري، بل يستخدمه خلفية مرافقة لبعض الأحداث. واعتبر المخرج حجو أن النص على مستوى فكري وأشاد بكاتبه واعتبره من أفضل الكتاب الحاليين في الدراما السورية، وأضاف: «النص يحافظ على الشكل الفني الرقيق، وفي الوقت ذاته يتسم بالجرأة المتوازية مع الحراك الاجتماعي الداخلي». كما أشاد بالمؤسسة العامة وبتطور آليات عملها، وعبّر عن قناعته بأن هذه المؤسسة برؤيتها الجديدة قد تساعد في وضع استراتيجية جديدة للدراما السورية تتسم بتكامل آلياتها في ظل النجاح العشوائي الذي عانته في السنوات الأخيرة. ورأى قوشقجي أن نصه في أيدٍ أمينة مع المخرج حجو، وأضاف: «الجرأة في العمل ليس لمجرد الإثارة، بل يهدف إلى طرح أسئلة حقيقية وجوهرية في المجتمع العربي المعاصر». فيما عبّر سيجري عن رغبته في خروج العمل في شكل لائق، «يحترم عقل المشاهد العربي وذوقه». ويعد مسلسل «الأرواح العارية» ثالث إنتاجات المؤسسة على المستوى الاجتماعي بعد مسلسلي «المفتاح» و«المصابيح الزرق» المستمر تصويرهما في سورية، والأعمال الثلاثة معدة للعرض في الموسم الرمضاني، ومن المتوقع أن تقدم المؤسسة عملاً رابعاً، كوميدي الطابع، وفق تأكيدات مدير المؤسسة فراس دهني. يذكر أن المؤسسة أنتجت أيضاً عملين كوميديين، هما «أنت هنا»، و«طروادة»، ومن المتوقع أن يعرضا قريباً على الشاشات العربية، إذ صرّح مدير المؤسسة أن مسلسل «أنت هنا» سيعرض قريباً على إحدى القنوات الخليجية من دون أن يفصح عن اسمها. وبذلك تكون المؤسسة بإنتاجاتها هذه، عوضت «في شكل جزئي» عزوف القطاع الخاص السوري عن الإنتاج الدرامي.