اختتمت الندوة السنوية لاتحاد المؤرخين العرب «المرأة العربية عبر عصور التاريخ» والتي عُقدت يومي السابع والثامن من الشهر الماضي برئاسة حسنين ربيع وبمشاركة نُخبة من المؤرخين العرب من مصر والسعودية والكويت واليمن والبحرين والسودان وسورية وفلسطين. وشهدت الندوة تكريم عدد من المؤرخين تقديراً لجهودهم في إثراء حقل الدراسات التاريخية في مختلف المجالات سواء بالتأليف أو البحث أو التدريس، وهم، من المغرب محمد بن شريفة، ومن مصر رأفت غنيمي الشيخ ومحمد إبراهيم بكر، ومن المملكة العربية السعودية يوسف أحمد حوالة وفهد عبد الله السماري وعبد الله إبراهيم الزيدان. ونوقش 40 بحثاً خلال 7 جلسات تناولت المحاور التالية: مكانة المرأة العربية في مجتمع شبه الجزيرة العربية وفي بادية الشام قبل الإسلام، وضع المرأة العربية في صدر الإسلام، الحقوق السياسية والاجتماعية والشخصية للمرأة العربية في المجتمع العربي، دور المرأة العربية في ميدان الحرب والسياسة وشؤون الحكم والتجارة، المرأة العربية والحياة العلمية والنشاط الأدبي، دور المرأة العربية في الحياة الاجتماعية في المجتمع العربي. المرأة العربية والحياة الأسرية، ملابس المرأة العربية وأدوات زينتها، المرأة العربية ونظيرتها في المجتمعات غير الإسلامية (دراسة مقارنة). وتولى رئاسة جلسات الندوة: أحمد بن عمر الزيلعي ورأفت غنيمي الشيخ وسلامة محمد الهرفي البلوي وحياة ناصر الحجي ومحمد عيسي الحريري وإبراهيم بن محمد المزيني. وتوافق المشاركون على أن يكون موضوع الندوة السنوية المقبلة «تاريخ الوطن العربي عبر العصور: التاريخ الحربي». ولوحظ غياب مؤرخي دول المغرب العربي والأردن، وبحسب المؤرخ السوداني أحمد إبراهيم دياب فإن بعض أبحاث الندوة اتسم بالضعف في التناول من الناحية المرجعية، وغياب المناقشات والمساجلات بين المنصة والحضور بحُجة ضيق الوقت، وتساءل دياب عن عدم إدراج الروابط التركية العربية ضمن العناوين المقترحة للندوات المقبلة، كما أقترح البعض إنشاء مجلة إلكترونية خاصة باتحاد المؤرخين العرب. وأبدى محمد البيلى (جامعة القاهرة) ملاحظة بخصوص عنوان الندوة «المرأة العربية عبر عصور التاريخ»، ولماذا لم يُستبدل ب «النساء العربيات عبر عصور التاريخ» حيث أن المرأة تكون ذات حيثية ذاتية أو بالإضافة مثال ذلك الإضافة إلى رجل: زوج، أخ، أب، وتكون ذات حيثية بالتمكين أو المال أو القرار بينما النساء لفظ جمع يدل على العموم ويشمل كل أنواع النساء. ومن الأبحاث التي نوقشت: «المرأة في المصادر النصية والأثرية في شبه الجزيرة العربية إلى القرن الثالث قبل الميلاد» لعلاء الدين شاهين. وأشار فيه إلى أن بعض المصادر النصية والأثرية عكست مكانة مميزة للمرأة في حضارات شبه الجزيرة العربية القديمة. وتناولت حياة ناصر الحجي (جامعة الكويت) في دراستها «دور العلماء والعالمات في بناء مجتمع سلطنة المماليك» ظاهرة التفوق في مجال العلم والتعليم في سلطنة المماليك والتي تُعد من أهم الظواهر الحضارية، إذ حظيت السلطنة بطبقة كبيرة من علماء العصر في شتى مجالات العلم حتى أفرد لها كبار مؤرخي الطبقات المجلدات الضخمة لحصرها والتعريف بها. واستعرضت عزة بنت عبدالرحيم بن شاهين (السعودية) في دراستها دور «المرأة في العصر السلجوقي من الناحية العسكرية والسياسية والاجتماعية 447 - 1055م» بيان حجم استقلالها الإداري والمالي والإدارة التابعة لها، وقد تناولت الأصول التركية والتراث القبلي وأثره الكبير في تميز هذا الدور لزوجات السلاطين السلاجقة في بعض جوانب الحياة الاجتماعية في العصر السلجوقي عما سبقه من عصور إسلامية بظهور دور المرأة وبخاصة على مسرح الأحداث السياسية، أيضاً ظهر تأثيرها وبخاصة في مجال العمارة والفنون. واقتصرت لطيفة محمد سالم (جامعة بنها) في دراستها «المرأة المصرية وقضايا الأحوال الشخصية» على تناول القوانين الخاصة بالأسرة والمسائل المتعلِّقة بالمال التي تضم الوقف والمواريث والوصية. ولما كانت مصر تعتمد في قضائها الشرعي على مذهب أبي حنيفة، فإن تطبيقه لفترة طويلة صحبته الشكوى من: إعطاء الأولياء حق تزويج الصغير والصغيرة، ومسائل نفقات الأزواج، وما يتعلق بالطلاق، والزوج الغائب وغير ذلك من القضايا الأسرية. ورصد جمال محمود حجر «المرأة كما رآها الرحالة الغربيون في الجزيرة العربية» مُستخدماً لغة الرحالة أنفسهم، ومُستعرضاً أفكارهم وانطباعاتهم كما هي، وقام بتنويع الرحالة من حيث الجنس والجنسية، وتنويع الرحلات في الزمان والمكان عبر شبه الجزيرة العربية. وكانت «المرأة في دولة المهدية السودانية» موضوع دراسة عبدالعزيز اسحق - جامعة أعالى النيل - السودان ألقى خلالها الضوء على رؤية دولة المهدية في عمل المرأة خاصة النساء اللاتي خرج أزواجهن للجهاد ونصرة المهدية.