تشهد الساحة اليمنية محاولات كثيرة لإرساء إعلام شبابي متخصص على رغم استمرار العقبات التي يمكن أن تواجه مثل هذا التوجه خصوصاً مع صعوبة إيجاد تمويل يرتضي بدعم إعلام مهني محايد. وأعلن «راديو شباب.نت» التابع لاتحاد شباب اليمن أنه بصدد إصدار مجلة «فيتامين ش» وهي مجلة شبابية متخصصة. وقال محمد الصلوي المدير التنفيذي للراديو أن طاقم المجلة سيتم اختياره من بين 21 شابا وشابة يخضعون حالياً لبرنامج تدريبي يستهدف رفع المهارات المهنية لدى الإعلاميين الشباب. وذكر الصلوي أن «فيتامين ش» ستركز على تناول القضايا الحية للشباب خصوصا في الجامعات والمدارس، موضحاً أن 45 في المئة من مواد المجلة هي مواد إذاعية من التي يبثها الراديو وخصوصاً التحقيقات التي يتم تحويلها إلى مواد صحافية. وكان «راديو شباب.نت» بدأ بثه عبر شبكة الانترنت في آب (أغسطس) 2008 وهو يبث نحو 12 ساعة في اليوم. وأوضح الصلوي أن الراديو يعمل بطاقم مكون من 16 شابا وشابة معظمهم من طلاب كلية الإعلام ويعملون بشكل شبه تطوعي إذ يتقاضون أجورا رمزية يدفعها اتحاد شباب اليمن. وشهدت الساحة اليمنية أخيراً بعض الإصدارات الشبابية المتخصصة ومنها صحيفة «الانطلاق», لكن تأثير تلك الصحف أو المجلات لا يزال محدوداً وتوزع على نطاق ضيق وفي غالبية الأحيان مجاناً أو ترسل عبر عناوين البريد الالكترونية. وذكر الصلوي أن «فيتامين ش» ستعتمد في أعدادها الثلاثة الأولى على تمويل قدمته إحدى المنظمات الأميركية غير الحكومية وستطبع منها عشرة آلاف نسخة توزع مجاناً في عشر محافظات وبشكل أساسي في الجامعات والمدارس، على ان تعتمد المجلة على نفسها بعد ذلك، من خلال الإعلانات والتقدمات غير المشروطة. ومع دخول جهات دولية مانحة على خط الدعم لليمن أخذ بعض المنظمات غير الحكومية يتجه إلى تبني برامج ومشاريع مرتبطة بالإعلام الشبابي ومن ابرز هذه المنظمات منتدى الإعلاميات اليمنيات الذي أنجز أخيراً وحدة إنتاج إذاعي توصف ب «الأحدث»، كما يعمل عل عدد من المشاريع التي تستهدف الشباب خصوصاً طلاب كليات الإعلام. وقالت رئيسة المنتدى رحمة حجيرة: «نركز في نشاطاتنا على التدريب خصوصاً تدريب الجيل الجديد من المهنيين». وذكرت أن المنتدى أنجز أخيراً استبياناً ميدانياً في ثلاث محافظات هي صنعاء وعدن وتعز استهدف التعرف الى حاجات الشباب من الإعلام والكيفية التي يمكن ان تعكس من خلالها وسائل الإعلام تطلعاته. ولفتت إلى إن برامج المنتدى لا تنصب فحسب على البعد الإعلامي المباشر بل وتمتد إلى تدريب الشباب على كيفية ابتداع الوسائل المختلفة للتعبير عن همومهم. وكشفت حجيرة عن اعتزام المنتدى إطلاق مشروع البث الإذاعي عبر شبكة الانترنت بمعدل 5 ساعات يومياً كمرحلة أولى. وأوضحت أن المشروع الذي سيستهدف المرأة والشباب أنجز حتى الآن 15 برنامجاً بينها 5 برامج تتعلق بالشباب وتدور حول جملة من القضايا كتعزيز المشاركة في الحياة العامة ونشر الفكر التحديثي وتنمية القيادات الشابة. وقالت حجيرة أن الإعلام الشبابي ما زال محدوداً وتمنت أن تفسح وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والأهلية مساحة كافية لهذه الشريحة العمرية وقضاياها. وعلى رغم شروع الصحف الرسمية اليومية بإصدار ملاحق متخصصة إلا ان أياً من هذه الصحف لم يصدر بعد ملحقاً يختص بالشباب باستثناء صفحات تخصصها «يمن تايمز» التي تصدر بالانكليزية، كما أن جمهور الاقنية الحكومية الموجهة للشباب مثل قناة «سبأ» التلفزيونية و «إذاعة الشباب» محدود. ويأخذ البعض على ما يسمى بالإعلام الشبابي عدم تمايزه وعجزه عن التعبير عن واقع الشباب. وقالت سعاد (27 سنة) أن المرأة غالباً ما تحضر في خطاب بعض الوسائل مثل «إذاعة الشباب» باعتبارها مجرد أم وربة بيت. مشيرة إلى أن تنميط المرأة في ادوار تقليدية «أمر مؤسف». وكان لافتاً في مجلة «فيتامين ش» اختيار اسمها خصوصاً مع شيوع تعبير «فيتامين و» بين الشبان اليمنيين في إشارة إلى من لديه وساطة تمنحه وظيفة أو غيرها من المكتسبات!