بعدما فاز «الإخوان المسلمون» في مصر بأكثرية مقاعد مجلس الشعب، الذي انتهت انتخاباته أمس، سُجل حوار ملفت بين الإدارة الأميركية والجماعة خلال لقاء بين نائب وزيرة الخارجية الأميركية ويليام بيرنز ورئيس حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية للجماعة، محمد مرسي في القاهرة بعد لقاء بيرنز ورئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي، في وقت جمع لقاء، رعاه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، للقوى السياسية مرشد الجماعة محمد بديع وبابا الأقباط شنودة الثالث ودار بين الرجلين، اللذين تجاورا الى طاولة الحوار، «حديث ودي»، بحسب وصف الجماعة. وكان بيرنز بحث وطنطاوي «المستجدات والمتغيرات المتلاحقة على الساحتين المحلية والاقليمية وسبل دعم الولاياتالمتحدة لمصر والتحول الديموقراطي»، قبل ان يتوجه والوفد المرافق وسفيرة الولاياتالمتحدة في القاهرة آن باترسون إلى مقر حزب «الإخوان» للقاء مرسي ونائب رئيس الحزب الدكتور عصام العريان. وذكر بيان للحزب أن الوفد الأميركي هنأ بالنتائج التي حققها «الحرية والعدالة» ورحب بها، وقال أن «واشنطن تحترم خيار الشعب المصري، خصوصاً أن الانتخابات تمتعت بالنزاهة وحرية الاختيار». وأكد بيرنز «استعداد الولاياتالمتحدة لدعم مصر اقتصادياً لتجاوز الأزمة الراهنة»، مشيراً إلى أن زيارته تهدف في الأساس إلى الاطلاع على وجهة نظر الحزب في الشأنين الاقتصادي والسياسي في مصر وفي المنطقة. وأوضح أن لبلاده برامج اقتصادية لتشجيع الاستثمار في مصر، وأن الرئيس باراك أوباما مهتم بهذا الملف وحريص على دعم هذه البرامج، مطالباً في الوقت نفسه السلطات المصرية بالتعاون مع مؤسسات المال الدولية خصوصاً صندوق النقد الدولي، والاستفادة من التجربة التركية. وأفاد البيان إن مرسي أكد لبيرنز أن «الحرية والعدالة» يؤمن بأهمية التوافق بين مختلف القوى السياسية والحزبية، وأن هناك اتفاقاً بين كل القوى على الأبواب الأربعة الأولى للدستور الخاصة بالحريات وحقوق المواطنة، في حين أن الباب الخامس، عن صلاحيات رئيس الجمهورية والنظام السياسي ووضع القوات المسلحة، يحتاج إلى مراجعة، وأن الحزب يرى أن النظام الرئاسي البرلماني المختلط هو الأمثل لمصر في هذه المرحلة الانتقالية. وطالب الولاياتالمتحدة بأن تعيد حساباتها وتغير سياساتها مع الشعوب بما يتواكب مع ربيع الثورات العربية، وأن يكون موقفها من القضايا العربية والإسلامية إيجابياً، لأن انحياز الإدارات الأميركية في الماضي ضد القضايا العربية لم يكن في مصلحتها. واشار إلى أن الحزب مقتنع بأهمية العلاقات المصرية - الأميركية التي يجب أن تكون متوازنة. ودعا واشنطن إلى «اتخاذ موقف أكثر وضوحاً من القتل الممنهج ضد الشعب السوري». وسيلتقي بيرنز رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري اليوم ولا يتضمن جدول أعماله أي اجتماعات مع أحزاب أخرى، إلا أنه سيلتقي شخصيات عامة من أحزاب سياسية. في غضون ذلك، يسعى الأزهر الشريف لاستعادة دوره الريادي بعدما قاد أمس محاولة «للتوافق الوطني بين التيارات السياسية» نجح خلالها في جمع أقطاب التيار الإسلامي على رأسهم مرشد «الإخوان» والبابا شنودة الثالث، إضافة إلى قيادات حزبية محسوبة على التيار الليبرالي، والائتلافات الشبابية التي لعبت دوراً في الثورة.