اكد الرئيس بشار الاسد على اولوية استعادة الامن في سورية، وقال، في خطاب امس:»لا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام ولا تساهل مع من يروع الآمنين ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه». واتهم قوى غربية لم يسمّها بالوصول الى «رأس الهرم في الدولة ليقولوا للمواطنين ان هذا الشخص يعيش في قوقعة لا يعرف ما الذي يحصل ويتهرب من المسؤولية» ورد بالقول: «خسئتم لست انا من يتخلى عن مسؤولياته». وشن الاسد هجوماً قاسياً على جامعة الدول العربية. وقال: «اذا كان بعض الدول يسعى لتعليق عروبتنا في الجامعة فنحن نقول: إنهم يعلقون عروبة الجامعة ولا يستطيعون تعليق عروبة سورية... يركزون أكثر على تعليق العروبة لكي يبقى اسمها فقط جامعة عربية، لكنها لن تكون لا جامعة ولا عربية وإنما ستكون جامعة مستعربة لكي تتناسب مع سياساتهم ومع الدور الذي يقومون به على الساحة العربية. وإلا كيف نفسر هذا اللطف غير المعقول وغير المسبوق مع العدو الصهيوني في كل ما يمارس وهذا الحسم والتشدد مع سورية؟». واكد :»من منطلق العروبة الصادقة واستعادة الفكرة الأساسية للجامعة العربية... لم نغلق الباب على الحلول والاقتراحات ولن نغلق أي باب على أي مسعى عربي طالما أنه يحترم سيادة بلادنا واستقلالية قرارنا ويحرص على وحدة شعبنا». وردت المعارضة السورية على خطاب الاسد بدعوة المجتمع الدولي الى توفير الحماية للمدنيين. ووصف برهان غليون رئيس «المجلس الوطني السوري» الخطاب ب «الخطير». وقال انه «قطع الطريق على اي مبادرة عربية او غير عربية لايجاد مخرج سياسي للازمة وتجنيب سورية ما هو اسوأ». ودعا الجامعة العربية الى رفع الملف السوري الى مجلس الامن. ونفى رئيس «هيئة التنسيق السورية في المهجر» هيثم مناع ان تكون «الهيئة» بين القوى التي يحاورها الرئيس الأسد لتشكيل حكومة جديدة. وقال ل «الحياة»: اذا طلب (بشار) مني غدا تشكيل حكومة سأطلب منه أن يتنحى أولا من رئاسة الجمهورية». وكان 11 من المراقبين العرب تعرضوا اول من امس لهجوم على سيارتهم خلال تجولهم في مدينة اللاذقية. وقالت رئاسة الاركان الكويتية ان اثنين من الضباط الكويتيين اصيبا اصابات طفيفة نقلا على اثرها الى المستشفى حيث تلقيا العلاج اللازم. وذكر البيان الكويتي ان وفد المراقبين الى اللاذقية كان يضم ضباطاً من الكويت والامارات والعراق والمغرب والجزائر. واكد رئيس غرفة عمليات بعثة المراقبين السفير عدنان الخضير ان محتجين تعرضوا لسيارة المراقبين. لكنه قال انه لم تطلق اعيرة نارية ولم يعطل الحادث عمل البعثة. وحمّل الامين العام للجامعة نبيل العربي الحكومة السورية «المسؤولية الكاملة» عن حماية افراد البعثة، ودان بشدة «التصرفات غير المسؤولة وأعمال العنف ضد البعثة ومراقبي الجامعة في سورية». وقال «إن عدم توفير الحماية الكافية في اللاذقية والمناطق الأخرى التي تنتشر فيها البعثة يعتبر اخلالاً جوهرياً وجسيماً من جانب الحكومة بالتزاماتها». ووزعت وزارة الخارجية السورية بياناً للناطق باسمها جهاد مقدسي، جاء فيه ان الوزير وليد المعلم أكد دعم حكومته لمهمة المراقبين العرب والتزامها تنفيذ البروتوكول الموقع مع الجامعة، وذلك خلال لقاء المعلم مع رئيس فريق المراقبين الفريق اول محمد الدابي. وقال المعلم ان سورية «ستستمر في تحمل مسؤولياتها لتأمين امن وحماية المراقبين وعدم السماح بأي عمل يعيق ممارسة مهامهم». في الوقت ذاته قال وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ان مهمة المراقبين في سورية اصبحت اكثر صعوبة لاسباب مختلفة، «ولا نرى انخفاضا في عملية القتل ولا نرى التزاما من الجانب السوري لتحرك المراقبين. وهناك اعتداءات مع الاسف وقعت عليهم من قبل بعض العناصر من غير المعارضة». ودعا الامين العام للجامعة الى الحديث عن هذه الاعتداءات على المراقبين «وهم من دول مجلس التعاون». وفي نيويورك حذرت مصادر غربية في مجلس الأمن من «تهرب السلطات السورية من تنفيذ التزاماتها تجاه جامعة الدول العربية». واتهم ديبلوماسي غربي السلطات السورية «بسحب العناصر الأمنية المرافقة للمراقبين العرب ليتركوهم عرضة للاعتداء الذي نفذه عناصر من الشبيحة». ودان الديبلوماسي الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه «الاعتداء على المراقبين وضرورة محاسبة الضالعين في الاعتداء الذي من الواضح لمن المصلحة في تنفيذه»، في إشارة الى السلطات السورية. واستمع مجلس الأمن أمس الى إحاطة حول الوضع في سورية من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو الذي قدم «صورة مخيفة عن التطورات في سورية» بحسب ديبلوماسيين شاركوا في الجلسة المغلقة. وقال باسكو إن «أي تقدم لم يحصل في سورية بالنسبة الى تطبيق الخطة العربية»، ولم يسمح للمراقبين العرب بالوصول الى مراكز الاعتقال والسجون، وتالياً ليس واضحاً من هم السجناء المفرج عنهم أخيراً». ونقل ديبلوماسيون أن التركيز في الجلسة انصب على ضرورة «دعم التطبيق الكامل لخطة جامعة الدول العربية وحرية تحرك المراقبين الكامل». وانتقد ديبلوماسيون غربيون «البطء الروسي في تحريك عجلة المداولات حول مشروع القرار الروسي المتعلق بسورية في مجلس الأمن». وقال السفير الألماني بيتر فيتينغ تعليقاً على خطاب الرئيس السوري: «سمعنا الكثير من الوعود في الماضي ولكن ما يشكل فرقاً هو الأفعال وليس الأقوال». وفيما رفض السفير الروسي فيتالي تشوركين التعليق على مسار المداولات حول مشروع القرار الروسي، وصف ديبلوماسي غربي المناقشات بأنها «مجمدة على حرارة شديدة البرودة»، معتبراً أن «ذلك معيب». ميدانياً، قالت الهيئة العامة للثورة السورية انه في الوقت الذي كان الرئيس السوري يلقي خطابه الذي اكد فيه انه لا توجد اوامر بالتعرض للمتظاهرين بالقتل، سقط 12 قتيلاً في دير الزور خلال تظاهرة ضد النظام واصيب 35 بجروح. فيما بثت محطة «العربية» صوراً لجثة طفلة من حمص في الشهر الرابع من عمرها كانت خطفت مع اهلها وتعرضت للتعذيب الذي بدت آثاره واضحة على اجزاء مختلفة من جسدها. وتجاوز عدد القتلى امس في انحاء مختلفة من سورية 35 قتيلاً خلال تظاهرات مناهضة للنظام.