«كمن يريد أن يحجب الشمس بغربال»، أو يصف بذلك كثير من مستخدمات الإنترنت محاولات حجب بعض المواقع الإلكترونية والمواد على الانترنت، وفي المقابل هناك من يؤيد الحجب لمواقع معينة دون غيرها، بناء على محتواها المقدم خصوصاً ما يتعلق بالأخلاق بينما يشير بعضهم إلى أن حجب تلك المواقع التي تحرض على العنصرية والطائفية هي فقط الأولى بالحجب؛ نظراً لكون ضررها يتعدى ضرر الشخص نفسه إلى غيره. تقول شيماء الخالدي: «نرفض الوصاية الفكرية على عقولنا، فالزمن لم يعد هو الزمن، والمعلومة ستأتيك أينما كنت، فالإنترنت معنا طيلة اليوم في هواتفنا النقالة، وبإمكاننا تبادل المباح والممنوع، وأن الفرد وحده هو من بيده قرار ما يرى وما لا يرى»، بينما ذكرت عبير عبدالعزيز أن لكل شيء لابد من ضابط، فهي تؤيد حجب كل ما هو لا أخلاقي ويسيء للدين، وان الفضاء الإلكتروني لو ترك من دون ضبط فسيكون هناك فوضى وسينتشر الفساد بين جيل الشباب، وكذلك الأطفال الذين قد يجدون أنفسهم ولو من باب الصدفة في أحد المواقع غير الأخلاقية، وأن حبهم للاستطلاع واستكشاف الممنوع سيؤدي بهم إلى ما لا يحمد عقباه. ولفتت ثريا سعد إلى أنها ترفض رفضاً قاطعاً حجب المواقع الفكرية والفلسفية، وكذلك ما يتم حجبه من أغنيات وأفلام في موقع اليوتيوب، وقالت: «إنه لابد من سياسة واضحة فنحن قد نلحظ على سبيل المثال صحيفة إلكترونية محجوبة، ثم يزال عنها الحجب غداً ثم يعاد حجبها مرة أخرى دون معرفة ما يقف خلف ذلك الحجب»، لافتة إلى أن ذلك عدم احترام للفرد، وأشبه بتسيير الأشخاص إلى طريق معين بالإكراه، وإقفال الطرق الأخرى، وأن برامج كسر الحجب في متناول الكبير والصغير وأنه مهما حاولت هيئة الاتصالات التضييق على الأفراد فلن تستطيع. وأشارت تهاني الحسن إلى أنها تؤيد حجب المواقع الإباحية، وترفض حجب ما عداها، وأن خلق الوعي يبدأ من ترك الأبواب مفتحة، وجعل الفرد هو من يختار، وعما يسببه ذلك من أضرار للمراهقين والأطفال، ذكرت أن هذه الفئة مسؤولة من والديها، ولمن يحرصون على أبنائهم هناك برامج توضع على أجهزة المنزل لتتبع ومراقبة الأبناء لحمايتهم من تلك المواقع الضارة. وأشار تقرير تقنية المعلومات الصادر في أواخر 2010 حول منظومة الإنترنت في السعودية إلى أنه على رغم أن استخدام الانترنت في المملكة لا يزال متأخراً مقارنة بمعظم الدول المتطورة إلا أن الدراسة التي أجرتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أكدت أن الانترنت أصبح جزءاً لا يتجزأ من المجتمع السعودي، وأن 90 في المئة من مستخدمي الانترنت الذين شملتهم الدراسة أكدوا أن الانترنت يمثل جزءاً من حياتهم الشخصية، مضيفاً أنه مع ازدياد انتشار استخدام الانترنت في المجتمع السعودي ازدادت في المقابل احتمالية تعرضهم للمحتوى الضار. وأضاف أن الهيئة تطبق نظام ترشيح المحتوى من أجل حماية المجتمع السعودي من المحتوى الضار خاصة المواد الإباحية والمقامرة والمخدرات، وأنه يتم تنفيذ ترشيح (حظر) المحتوى بالتعاون مع المجتمع السعودي، لافتاً إلى ان الهيئة تلقت ما يزيد على 675 ألف طلب لحجب بعض المواقع، وإلغاء الحجب عن بعضها الآخر في عام 2010، وأن 84 في المئة ممن شملتهم الدراسة أكدوا أن محتوى الانترنت يتطلب أن تقوم الجهات الحكومية المختصة بوضع لوائح أكثر صرامة.