أبدى الفلسطينيون تشاؤماً من فرص جدية لاستئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان. وظهر برود مماثل في الجانب الإسرائيلي، على رغم إعلان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة عن سلسلة لقاءات مقبلة بين الجانبين في الأردن. وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن المبعوث الخاص لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إسحاق مولخو يعتزم، خلال لقائه الثاني مع رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات في عمان المتوقع غداً، تقديم وثيقة إسرائيلية تتضمن موقف إسرائيل من مسألتي الحدود والترتيبات الأمنية رداً على الوثيقتين الفلسطينيتين اللتين قدمهما عريقات له في اجتماع أول من أمس. وأضافت أنها المرة الأولى التي ستقدم فيها إسرائيل موقفها الرسمي من المسألتين المذكورتين. ولم يؤكد أي مصدر حكومي هذا النبأ. وقال مقربون من الرئيس محمود عباس ل «الحياة» إنه لن يتراجع عن قراره ربط المفاوضات بوقف الاستيطان، وأن لا بوادر على تراجع الحكومة الإسرائيلية عن قرارها مواصلة البناء الاستيطاني في مختلف الظروف والأحوال الأمر الذي يُقلل من فرص نجاح لقاءات الأردن المقبلة. وقال مسؤولون فلسطينيون إن اللقاء الذي جرى أول من أمس في الأردن لم يحقق أي اختراق على صعيد وقف الاستيطان، وأن لا بوادر ظهرت على إمكانية حدوث اختراق مستقبلي في هذا المجال. وشكلت القيادة الفلسطينية في اجتماعها الأخير لجنة من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة «فتح» لدرس الخيارات المستقبلية في حال فشل الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات حتى نهاية مهلة الشهور الثلاثة. وقال بسام الصالحي عضو اللجنة ل «الحياة» أن «اللجنة تدرس الخيارات وفي مقدمها مواصلة المساعي الرامية إلى تغيير قواعد العملية التفاوضية، واستمرار التوجه إلى مجلس الأمن الدولي ومؤسسات الأممالمتحدة وجعل أية مفاوضات مقبلة مرتبطة بمؤتمر دولي جديد وبوقف الاستيطان». إلى ذلك أبرزت وسائل إعلام إسرائيلية حقيقة أن الاجتماع في عمان تزامن مع نشر وزارة البناء والإسكان و «دائرة أراضي إسرائيل» ثلاثة عروض لبناء 300 وحدة سكنية في مستوطنات القدسالمحتلة من مجموع 500 سبق للوزارة أن أعلنت قبل أسبوعين عزمها على بنائها. وكانت الحكومة الإسرائيلية أقرت بناء الوحدات السكنية الجديدة عقاباً للفلسطينيين على قبول فلسطين عضواً كاملاً في منظمة «الأونروا». وأعلن وزير البناء والإسكان أريئل أتياس في حينه أن البناء في المستوطنات في محيط القدسالمحتلة سيتواصل بداعي أنه هذه المستوطنات ستكون مشمولة تحت السيادة الإسرائيلية في إطار أي اتفاق في المستقبل.