قال مندوب سورية لدى الجامعة العربية يوسف الأحمد إن تصريحات رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني عكست «موقفاً مسبقاً ومنحازاً» ازاء الأزمة السورية و»لا تتناسق» مع كونه رئيساً للجنة الوزارية الخاصة بالوضع السوري. وكان الشيخ حمد أعلن ان اجتماعاً سيعقد للجنة العربية ومجلس الجامعة لمناقشة تقرير المراقبين العرب يومي 19 و20 الشهر الجاري. ودعا الحكومة السورية ل»وقف العنف» و»تلبية تطلعات الشعب السوري». ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن الأحمد قوله ان تصريحات الشيخ حمد «عكست موقفاً مسبقاً ومنحازاً لبلاده من الأزمة في سورية لا يتناسق مع موقعها كرئيس للمجلس الوزاري العربي وللجنة الوزارية العربية المعنية بالأوضاع في سورية». وتابع المندوب السوري لدى الجامعة العربية ان الشيخ حمد «وضع نفسه وبلاده في موقف حرج حين حاول أن يتحدث باسم الشعب السوري رغم أنه يعلم تمام العلم موقف الغالبية الساحقة من الشعب السوري الرافض للتدخل الخارجي في شؤون سورية والرافض للدور السلبي وغير البناء الذي يلعبه الشيخ حمد بن جاسم شخصياً ورسمياً باسم دولة قطر في الأزمة التي تشهدها سورية من خلال ممارسة التصعيد السياسي والإعلامي ضدها». كما انتقد المندوب السوري الموقف القطري «والتناغم مع مواقف بعض الأطراف التي تسعى إلى استدعاء التدخل الخارجي في الشأن السوري بأي ثمن حتى لو كان على حساب الدم السوري إضافة إلى ذهابه بعيداً في مسألة فرض العقوبات الاقتصادية العربية على سورية وهي العقوبات التي تركت أثراً سلبياً مباشراً على حياة ومعيشة وغذاء ودواء الشعب السوري الذي يحاول بن جاسم الحديث باسمه»، قبل ان يطلب من المسؤول القطري «بيان أي جهة من الشعب السوري قد منحته تفويضاً للحديث باسمها أو الدفاع عنها». وتابع: «لو علم الشيخ حمد بن جاسم الموقف الحقيقي للغالبية الساحقة من الشعب السوري تجاه الدور السلبي الذي يلعبه في الأزمة التي تشهدها سورية لنأى بنفسه بعيداً من إطلاق مثل هذه التصريحات وامتنع عن التدخل غير البناء في الشأن السوري الداخلي طالما أنه لم يعد قادراً أو راغباً في اتخاذ مواقف إيجابية تعكس رغبة عربية حقيقية في مساعدة سورية وشعبها على الخروج من هذه الأزمة». كما انتقدت صحف سورية تصريحات رئيس الوزراء القطري. وتحت عنوان «مواقف حمد المخزية»، كتبت صحيفة «تشرين» الحكومية في افتتاحيتها: «اعتراضنا على ظهور حمد كمتحدث باسم الشعب السوري لم يكن فقط لما كشفه لاحقاً عن نيات بلاده الخبيثة المبيتة تجاه سورية، إنما لأن الشعب السوري الذي قدم للأمة العربية وقضيتها المركزية فلسطين آلاف الشهداء ما عرف في حياته العمالة والتآمر، حتى يرضى بحمد بن جاسم متحدثاً باسمه، وبخاصة أن هذا الشعب يدرك حقيقة دوره في تأجيج الأحداث وسفك الدم السوري الطاهر». وزادت ان ما قاله الشيخ حمد «اعلامياً وما مارسه من ضغوط في اجتماع اللجنة الوزارية، يخرجان من خانة التدخل في الشؤون الداخلية لدولة كسورية، ليدخل في دائرة إعلان الحرب الشاملة على مختلف فئات وشرائح الشعب السوري». وزادت ان سورية و»رغم محاولات (رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية) حمد وغيره اعاقة الدور العربي في حل ازمتها، ستبقى حريصة على تقديم كل ما يلزم من تسهيلات وتعاون لبعثة المراقبين العرب بغية إنجاح مهمتها في تقديم ورصد حقيقة ما يجري على الأرض، منطلقة من مبادئ أساسية تقوم على النزاهة والموضوعية والحيادية، وهذا ما ينتظره الشعب السوري كاملاً منها». كما انتقدت صحيفة «الثورة»الرسمية تصريحات الشيخ حمد. وكتبت في افتتاحيتها ان «سورية التي تعاونت مع المراقبين في المبدأ كانت جادة وستبقى كذلك ما دامت بعثتهم تقوم بدورها الحيادي وموضوعيتها ونزاهتها التي تخدم سورية والعرب وما دام رئيسها يلتزم بما هو وارد في البروتوكول ويحكم ضميره».